شددت وزارة الداخلية على أن تسمية الأزقة والشوارع والساحات العمومية “لا تكون قابلة للتنفيذ إلا بعد التأشير عليها من قبل عامل العمالة أو الإقليم أو من ينوب عنه، داخل أجل عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من طرف رئيس المجلس”، حسب ما جاء في دورية تحمل توقيع عبد الوافي لفتيت، ووجهها إلى ولاة الجهات وعمال الأقاليم.
وتأتي الدورية على خلفية الجدل الذي أثارته عَنْوَنة أزقة في مدينة تمارة بشخصيات سلفية مشرقية، ما يزال أغلبها على قيد الحياة. واضطر المجلس البلدي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، بعد احتجاجات شعبية وملاحظات السلطة الوصية، إلى إزالة اللوحات التي تشير إلى أسماء تلك الأزقة. وشدد لفتيت في الدورية، التي تأتي لمعالجة بعض الاختلالات التي أفرزتها الممارسة العملية، على ضرورة اختيار تسميات المساحات والطرق العمومية، بشكل يجب أن “يكون معللا ولا يستند إلى دوافع شخصية أو يكون مرتبطا باستغلال مواقع النفوذ والامتياز، كما يجب ألا تكون التسميات المذكورة مخالفة للنظام العام والأخلاق الحميدة”.
يشار إلى أن تسمية الأزقة والشوارع والساحات العمومية كانت بيد المجالس البلدية، وتخضع أحيانا لتوجهات وقناعات الحاكمين فيها، قبل أن تتدخل السلطات لتصحيح الأمور. كما حدث أن تدخل الملك محمد السادس بنفسه وأصدر، يوم 30 دجنبر 2016، تعليماته للسلطات والهيئات المعنية في مدينة مراكش من أجل إعادة الأسماء الأصلية لأزقة وساحات “حي السلام”، المسمى “الملاح” سابقا. وجاءت التعليمات الملكية تبعا للزيارة التي قام بها محمد السادس إلى هذا الحي، واستجابة لطلب من رئيس وممثلي الطائفة اليهودية الحاضرين خلال الزيارة الملكية. ودعا لفتيت الولاة والعمال موافاة الوزارة بكل مستجد، “حتى يتسنى لمصالح وزارة الداخلية تتبع عمليات ومراحل البت في تسمية الساحات والطرق العمومية وتقديم المشورة الضرورية”.
وفصلت الدورية بين صنفين من التسميات، يخص الأول “التسميات التي تحمل اسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأسماء العائلة الملكية الشريفة… والتي تكتسي أهمية بالغة بالنظر لحمولته الرمزية بالنسبة لجميع المغاربة، الشيء الذي يستدعي إيلاءها الاهتمام الكافي عند لجوء الجماعات إلى اعتمادها”.
بينما يتعلق الصنف الثاني بالتسميات التي “تمثل تشريفا عموميا، أو تذكيرا بحدث تاريخي”، ويهم هذا الصنف، على سبيل المثال لا الحصر، “التسميات التي لها وزن تاريخي وحمولة ثقافية لا سيما تلك المتعلقة بأعلام الأدب والفكر والعلم والدين والسياسة والأحداث التاريخية وأسماء المواقع الجغرافية بالدول الصديقة والشقيقة”.
أي نتيجة
View All Result