اختلف الفقهاء بين تحريم تعاطي”الكيف “وتحليله .وبينما استند أصحاب الرأي الأول على أنه من “الخبائث المحرمة”، رأى آخرون أنه ”مسكر غير مفتر”.
لا يعرف بالضبط أي تاريخ محدد لظهور نبتة “الحشيش“ عند المسلمين، لكن المؤكد أن الاستعمال الطبي لها كان منذ القرون الأولى للإسلام، قبل أن يتحول للاستعمال خاصة عند بعض الطوائف السياسية والطرق الصوفية، وهو ما دفع الفقهاء لتناول الموضوع والخوض فيه، والاختلاف حول ما إن كان يمكن إدراج هذه العشبة تحت حكم الخمر وباقي المسكرات، أو أنه لا بد من بناء حكم جديد ومستقل. فمتى عرفت هذه النبتة عند المسلمين؟ وكيف تفاعل الفقهاء مع ظهورها؟ وما هي أشهر الكتابات في الموضوع؟ وكيف كان دخولها للمغرب؟ وكيف استقبلتها النخبة الدينية؟ وما دور الفرق الصوفية في انتشارها؟ وما هو موقف “لفقيه“ اليوم بالمناطق التي تعرف زراعة هذه النبتة؟
بدايات ظهور الحشيش
لعل أول إشارة في أدبيات المسلمين لموضوع هذه النبتة، هو ما ذكره الطبيب المعروف جابر بن حيان، المتوفى ،815 عن استعمالاتها الطبية ضمن كتابه “السموم“، إلا أنه سماها بـ“البنج“ باعتبارها وسيلة من وسائل التخدير. فيما يعود أول ذكر لمصطلح “الحشيش“ إلى ما نقله شمس الدين الذهبي، المتوفى عام ،1348 عن أبي زرعة القاضي المتوفى عام ،915 وأنه كان يرقي من وجع الضرس، ويعطي الموجوع حشيشة توضع عليه فيسكن. فيما تحدث ابن سينا، المتوفى عام ،1037 في كتابه “القانون“ عن الفوائد الجمة لهذه النبتة.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 90 من مجلتكم «زمان»