ولدت جبهة البوليساريو حركة تحرير وطني، ورافقت المعارضة اليسارية في الخارج، لفترة، قبل أن تتحول إلى حركة انفصال. ماذا نعرف عن هذه الصفحات الأولى من تاريخها؟ ولماذا تحولت من التحرير إلى الانفصال؟ معطيات تكشف لأول مرة.
يقترن اسم الولي مصطفى السيد بجبهة البوليساريو، التي أعلنت منذ مطلع سنة 1976 قيام “جمهورية“ صحراوية على التراب الجزائري. لئن كان هذا الاقتران أكيدا في الفترة الأخيرة من حياة الولي، فإنه لم يكن كذلك منذ البداية. في خضم سياق مضطرب تحولت البوليساريو، والأنوية التي سبقت بروزها بهذا الاسم، من حركة تحرير وطنية إلى حركة انفصال. ومما لاشك فيه أن راهنية النزاع ومحطاته القاسية حجبت تلك المراحل الأولى من تاريخ الحركية التي أسست البوليساريو، والتي كان الولي مصطفى السيد في قلبها. فماذا كانت أهم معالم تلك الحركية؟ ولماذا انتهت لم انتهت إليه؟
أنقاض جيش التحرير
شكل الفضاء الصحراوي المجال الأساسي لنشاط جيش التحرير المغربي، ابتداء من أواخر سنة 1956 وإلى غاية حله في فبراير .1960 تمكن المغرب، خلال هذه المرحلة، من استرجاع طانطان وطرفاية ومعظم تراب إقليم سيدي إيفني، وكاد يسترجع العيون، بيد أن التحالف الاسباني الفرنسي أوقف هذا المسار، كما ساهمت المشاكل الداخلية في إيقافه. فقد كان جيش التحرير واحدا من ساحات المواجهة بين القصر ويسار الحركة الوطنية، والتي بلغت ذروتها بحله موازاة مع إعفاء حكومة عبد الله إبراهيم واعتقال عدد من المقاومين. شكل ذلك المنعطف نقطة تحول استمرت تداعياتها حتى منتصف السبعينات، حين فرضت المسيرة الخضراء واقعا توافقيا جديدا. بغياب أداة الضغط التي كان يشكلها نشاط جيش التحرير في الجنوب، على الاستعمار الاسباني، وعلى المشاريع الفرنسية بالخصوص، أضحت القضية خاضعة لإيقاع الدبلوماسية الرتيب، خاصة منذ طرحها من طرف المغرب على مستوى لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة سنة1964 .
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»