يستعد المغرب للمشاركة في أطوار القمة العربية التي تقام الشهر المقبل في العاصمة الجزائر. ولم يكن المغرب غريبا عن الدورات السابقة للقمم العربية منذ دوراتها الأولى، بل كان حاضرا فيها بقوة ومؤثرا في قراراتها. في هذا المقال، نتتبع أحد أهم الأدوار التي قام بها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، وهو دوره في الصراع العربي - الإسرائيلي، بين مشاركته العسكرية ومفاوضاته الدبلوماسية وبين غاياته الإقليمية والاقتصادية.
اندرج اهتمام الملك الحسن الثاني بصراعات المشرق في إطار استراتيجيته التي نهجها منذ تربعه على العرش، وذلك بجعل المغرب حاضرا وفاعلا في القضايا العربية الكبرى، على غرار حضوره الإفريقي. لكن تعد سنة 1967 التي سميت بعام النكسة، لحظة التحول الحقيقية في السياسة الخارجية للرؤساء والملوك العرب، وللمغرب كذلك. ولم يختلف الملك الحسن الثاني عن باقي الزعماء، إلا كونه أصبح منذ ذلك التاريخ صلة وصل بين الأطراف المتنازعة.
التنسيق السري مع القيادة الفلسطينية
بالرجوع قليلا إلى سنوات الخمسينات، نجد أن الملك الحسن الثاني وكما جاء على لسانه، كان مهتما بقضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ سنة 1956 حينما كان وليا للعهد. ففي سنة 1959أبدى رأيه أمام جمع من القادة العرب في لبنان، قال فيه «إن العرب عليهم أن يعترفوا بإسرائيل ويدمجونها في جامعة الدول العربية»، وظل على رأيه حتى عندما أصبح ملكا. لم يكن الحسن الثاني، وهو في بداية حكمه، مهتما بالانخراط في الصراع العربي – الإسرائيلي، إذ آمن بأن القضية شأن عربي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالتحديد بين اليهود العرب الناطقين باللغة العربية وبين عرب فلسطين. ولم تتزحزح قناعاته إلا بوقوع حرب 1967 التي وصفها بالصدمة العنيفة والنكبة الحقيقية، فارتأى الإسهام فيها عسكريا ودبلوماسيا، كما سنرى لاحقا.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»