اشتهر المغاربة بمؤسسة ”لمسيد “إلى حد أصبح سمة مغربية خالصة تميزه عن باقي بلدان المسلمين الآخرين .وإلى جانب دوره التعليمي، اضطلع بأدوار اجتماعية داخل القبيلة.
«نزل القرآن بلسان العرب ففسره الفرس، وكتبه الترك، وقرأه المصريون، وحفظه المغاربة»، عبارة شائعة جدا لدى المعتنين ببيان الفوارق بين الشعوب المسلمة ورصد الاختلافات بينها، تنبئ باشتهار المغاربة بحفظ القرآن وتميزهم عن غيرهم في ذلك، وهو أمر يشهد به المشارقة ولا يجدون حرجا في الاعتراف به لأهل هذه المنطقة، فكيف كانت عناية المغاربة بحفظ القرآن؟ وما هي طقوسهم وأعرافهم في ذلك؟ وما هو الدور الذي كانت تضطلع به الكتاتيب القرآنية في تعليم الناشئة؟ وكيف كان يقضي الطالب يومه في هذا الكتاب؟ وما هي الأدوار الأخرى التي قام بها الكتاب؟ وما أبرز الممارسات التربوية التي أخذت عليه؟
يتحدث ابن خلدون في “مقدمته“ عن سبب هذا التفوق، ويذكر أن «أهل المغرب مذهبهم منذ القديم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء الدراسة بالرسم ومسائله، واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواهُ في شيء من مجالس تعليمهم، لا من حديث ولا من فقه ولا من شعر ولا من كلام العرب، إلى أن يحذَق فيه أو ينقـطع دونه، فيكون انقطاعه في الغالب انقطاعا عن العلم بالجملة، وهذا مذهب أهل الأنصار بالمغرب ومن تبعهم من قرى البربر أمم المغرب في ولدانهم، إلى أن يجاوزوا حد البلوغ إلى الشبيبة، وكذا مذهبهم في الكبير إذا راجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره، فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظِه من سواهم».
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»