عندما سئل المفكر الراحل محمد عابد الجابري، في حوار طويل، عن رأيه في القضية الأمازيغية ومشاكلها اللغوية والسياسية، كان جوابه كالآتي..
أجاب الجابري قائلا: “المشكل المطروح في المغرب هو تهميش الجبال والقرى والأرياف. لقد ركز الاستعمار الفرنسي وجوده وعمله على ما كان يسميه بـ”المغرب النافع” وبالخصوص محور الدار البيضاء-القنيطرة. وعندما استقل المغرب بقيت دار لقمان على حالها في الجملة.
لقد بقيت مناطق الريف وسوس والأطلس وتافيلالت وما جاورها جنوبا وغربا وشرقا مناطق مهمشة. هناك اليوم مغربان: مغرب مهمش ومغرب غير مهمش، ولكنه يتهمش هو الآخر في محيط مدنه الكبرى. ويتعرى هذا التهميش وأسسه وعواقبه حين يتعرض المغرب للجفاف أو للمطر الكثير(…).
أعتقد أن المهمة الأولى للدراسات الأمازيغية التي يجب أن تتم على مستوى جامعي (وباللغة العربية طبعا بوصفها ميتا-لغة، أي لغة تتحدث عن لغة أخرى وتحاول فهمها ودراسة منطقها)، أعتقد أن مهمة الدراسات هي محاولة بناء لغة أمازيغية تكون للهجات الأمازيغية في المغرب والجزائر ونوس وليبيا (…).
أما من الناحية السياسية فأنا أعتقد أن كل من يوظف الأمازيغية في الصراع السياسي بالمغرب العربي فهو يضع نفسه موضع الأقلية، في حين أن المغرب كله تقريبا أمازيغي، وحتى القبائل المعربة في الشاوية ودكالة وعبدة هي قبائل أمازيغية”.
(مقتطف من حوار أجراه حسن نجمي وعلي أنوزلا مع الجابري).