رغم قلة المصادر حول علاقة المغاربة بالاسكندنافيين وضآلتها، إلا أن بعضها تحدث عن الاتصال الأول والمباشر بين الجانبين.
وردت أخبار الاتصال الأول بين الدول الاستكندنافية والمغرب في مصادر قليلة، أولها كتاب البكري حول بلاد إفريقية والمغرب. يقول البكري أن النورمان (النورمانديون) اتجهوا نحو الشواطئ المغربية قبل أن يتجهوا الأندلس. ويذكر أنهم حلوا بمدينة أصيلة سنة 843 للميلاد، قبل أن يقصدوا شبه الجزيرة الإيبيرية. لكن هذا الرأي يختلف معه ابن خلدون في ما يخص مرورهم بالأندلس حيث يرجح أنهم نزلوا في بادئ الأمر بالشواطئ الأندلسية في سنة 840م.
بغض النظر عن هذا الاختلاف، يشير المؤرخ إبراهيم بوتشيش أن البكري من الذين انفردوا بذكر خبر وصولهم إلى أصيلة، إذ أورد أنهم حلوا فيها مرتين، محاولا كشف النقاب عن الأسباب التي حدث بهم إلى دخولها. ففي المرة الأولى، أي الاتصال المباشر مع المغاربة، كان بدافع سلمي، حيث طلب الاستكندنافيون من سكان أصيلة السماح لهم باستخراج أموال وكنوز ادعوا أنها كانت في ملكيتهم، مقابل اقتسامها مع سكان المدينة. وبعد موافقة الأهالي شرع النورمان في حفر الأراضي المغربية، لكن بعد فشلهم في ما وعدوا به قفلوا عائدين إلى الأندلس، بحسب رواية البكري.
أما الاتصال الثاني، فلم يحدد تاريخه بالضبط، وتكتفي المصادر بأن الرياح البحرية دفعت مراكب النورمان نحو ميناء أصيلة، مما أدى إلى تعطل سفنهم واستقرارها أمام إحدى أبواب المدينة، التي أصبحت تسمى منذ هذا الحدث “باب المجوس”، نسبة إلى النورمان.. قبل أن يعودوا مرة أخرى إلى الأندلس.