تمثل قضية عبد السلام لحلو نموذجا للصراع مع القوى الأجنبية حول ظاهرة المحميين، التي فتحت الباب أمام مختلف أشكال الابتزاز. تفاصيل القضية كما وردت في مؤلف يوسف أخليص حول القضاء القنصلي.
يستعرض يوسف أخليص وقائع قضية عبد السلام لحلو من خلال جملة من المراسلات والوثائق المخزنية، باعتبارها نموذجا من نماذج الفساد الذي رافق ظاهرة الحماية القنصلية. فإذا كانت القوى الاستعمارية استعملت المحميين للتوسع التجاري في أفق السيطرة على البلاد وإضعاف المخزن، فإن بعض قناصلتها في طنجة رأوا في هذه الظاهرة فرصة للاغتناء والكسب غير المشروع. ولعل قضية لحلو والقنصل الأمريكي فليكس ماتيوس من النماذج الدالة على هذا النوع من الفساد ذي الأبعاد الدولية، إذ بات مصير المتهم الرئيسي موضوع صراع مغربي أمريكي حول الجهة التي تملك أحقية محاكمته، فضلا عن انفضاح الأمر لدى قناصلة الدول الأخرى، بل وجرأة القنصل الأمريكي الجديد الذي عوض فليكس دون أن يتخلى عن نهج سلفه في ابتزاز المخزن، مستقويا بقدرته على الإساءة للعلاقات المغربية الأمريكية وتحريض بلاده على قصف المغرب إذا لم يحصل من السلطان مولاي الحسن الأول على ما يطلبه من أموال!
يونس مسعودي
تتمة الملف تجدونها في العدد 54 من مجلتكم «زمان»