كانت جامعة فاس “ظهر المهراز “خلال سنوات التسعينات مسرحا لواحدة من أحلك صفحات الحركة الطلابية المغربية، حيث تميزت هذه الفترة باقتتال دموي بين مختلف الفصائل الطلابية ، الإسلاميين والقاعديين من جهة، والقاعديين فيما بينهم من جهة ثانية. محمد الخطار أستاذ الفلسفة، الآن، وأحد مسؤولي القاعديين التقدميين آنئذ كان أحد من عاشوا في قلب هذه الأحداث الصاخبة. في هذا الحوار، الذي خص به “زمان”، يعيد تركيب الحكاية بقراءة مختلفة.
ما هو السياق الذي ولجت فيه إلى الجامعة وما هي الأجواء التي كانت تعيشها أثناء دخولك إليها؟
ولجت جامعة ظهر المهراز في فاس سنة 1990 لدراسة الفلسفة قادما من الحركة التلاميذية التي كانت تعرف زخما كبيرا في ذلك الوقت. في الثانوية، كنا ننتمي مبدئيا إلى القاعديين ونتحدث باسمهم ونتبنى خطهم، فمعركة مقاطعة الامتحانات في جامعة فاس سنة 1989 كان صداها قد وصل إلى الحركة التلاميذية. كما كانت لنا علاقة مباشرة بعدد من الأصدقاء الذين سبقونا إلى الجامعة، وكانوا يتحملون المسؤولية داخل فصيل القاعديين.
ما الذي أعطى جامعة ظهر المهراز هذا الزخم والصيت الذي عرفته وسط الجامعات المغربية لتعيش كل تلك الأحداث؟
ما أعطى جامعة ظهر المهراز هذا الصيت هو أنها كانت قلعة للنضال الجماهيري الحقيقي، ما يمكن أن نطلق عليه جمهورية مستقلة يسيطر عليها القاعديون بكافة تلاوينهم. لم تكن آنذاك الانقسامات بين القاعديين قد بلغت ذروتها، صحيح أنها كانت حاضرة لكنها لم تخرج إلى السطح كتوجهات متصارعة بوضوح. فكان الشعار الجماهيري مجسدا فعلا على أرض الواقع، وكان مناضلو التوجه القاعدي، الذي أفرزه المؤتمر 15 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، متواجدين باستمرار إلى جانب الطلبة للترافع من أجل قضاياهم المختلفة مثل السكن والمنحة وتغيير الشُعب.
ما هي مختلف التيارات الطلابية التي كانت ممثلة في جامعة فاس خلال فترة دراستك فيها؟
التيارات الطلابية، التي كانت ممثلة داخل جامعة ظهر المهراز حين ولوجي إليها، هي الفصائل التاريخية المكونة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والتي كانت حاضرة في جميع مؤتمراته إلى غاية المؤتمر السابع عشر. وأذكر فصيل الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والطلبة الديمقراطيين بالإضافة إلى القاعديين الذين كانوا التيار المهيمن على جميع المستويات، فيما لم يكن الإسلاميون ظاهرين بشكل كبير إلى حدود أواخر سنة 1991.
عماد استيتو
تتمة الحوار تجدونها في العدد 63 من مجلتكم «زمان»