مسيرته حافلة بالاعتقالات، قبل الاستقلال وبعده. وأسماء أبنائه على لسان الحقوقيين والجمعويين.. وزوجته شاعرة وقاصة. محمد الوديع الآسفي، رب أسرة أثقلت كاهلها الجراح، فظلت عنيدة بسلاحي الشعر والسياسة.
بعد وفاته في سنة 2004، قال عنه الملك محمد السادس: «إن المغرب فقد فيه وطنيا صادقا ومثقفا ملتزما ورجلا مقداما لا يخشى في الله لومة لائم، متشبثا بثوابت أمته غيورا على سمعة وطنه وحرمته». وقبل ذلك، قال عنه المختار السوسي: «كان نشطا ذا مبدأ وقد برقت منه بارقة نجابة. فعهدي به كان في وقت الدراسة كثير الأسئلة، فيقبل ويرد». وقال عبد الرحيم بوعبيد في حضرته: «منزلك هذا ملك لكل المناضلين عموما، وأنت فيه مجرد حارس بدون أجرة». هكذا، تنوعت الآراء وتوافقت حول مكانة محمد الوديع. ولد محمد الوديع الآسفي في سنة 1923 بمدينة آسفي. وكان والده من أعيان المدينة، يستقبل شخصيات مرموقة تفد عليه من كل حدب وصوب. وترجح أصول جد والده إلى منطقة أبي الجعد (بجعد)، المنحدر من سيدي بوعبيد الشرقي. ولهذا فإن اسمه الأصلي هو “محمد الشرقي الآسفي”، وليس الوديع الآسفي. واسم الوديع اتخذه كاسم عائلي يوم تعلق الأمر بالحصول على كناش للحالة المدنية. وكان محمد، الطفل، نبيها ومحبا للتعلم، تزامنا مع بداية ظهور الحركة الوطنية في ثلاثينات القرن الماضي.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 63 من مجلتكم «زمان»