في يوم السبت 52 يوليوز 5102، أسلم الأستاذ محمد العربي المساري الروح لبارئها، وأغمد قلمه الذي لم تنل من سلاسته وأناقته عوامل الزمن. مات في صمت وهدوء بين أحضان عائلته الصغيرة بعد معاناة مع المرض، أقعدته عن محبوبته الكتابة، وحجبته عن جمهور أصدقائه ومحبيه الذين افتقدوا حضوره القوي وإشعاعه ونقاشاته المثمرة وأفكاره العميقة في اللجن والتظاهرات العلمية والثقافية والسياسية.
لقد تحدث الكثيرون في هذا الأسبوع عن الأستاذ محمد العربي المساري، ومنهم من عاشره لعقود من الزمن، فأبرزوا العديد من خصاله وسجاياه، ولا يمكنني أن أجاريهم في هذا المجال، لأن علاقتي المباشرة بالمرحوم، قصيرة نسبيا من حيث الزمن، ولكنها مع ذلك تختزن الكثير من شخصية الرجل ومكانته ومواهبه المتعددة.
سأدع الحديث عن الإعلام والصحافة، حيث يتربع على الريادة بدون منازع، منذ كان فتى يافعا ينشر جريدة حائطية بالمعهد الذي درس به في تطوان، وأركز على جانب علاقاته بالآخرين، وهو أيضا جانب قوي من شخصيته. هناك بعض المهن التي تؤدي بأصحابها إلى الخصومة والعداوة مع من يخالفوهم في الرأي أو لا يقبلون الانتقاد، أو تمس مصالحهم. فالمشتغل في الصحافة: مهنة المتاعب، لا يسلم من هذه الخصومة، وكذلك المنافسة في المجال السياسي والحزبي، وفي العمل النقابي، وفي العمل البرلماني، والعمل الجمعوي، وفي المناصب العليا كالوزارة والسفارة، وتصبح المهمة أصعب حين يكون الاشتغال في هذه المجالات لما يفوق النصف قرن، وعندما يشتغل الإنسان فيها كلها وفي نفس الوقت تقريبا.
عثمان المنصوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 22-23 من مجانكم «زمان»