وجدت سلطات الحماية الفرنسية في شيخ الزاوية الدرقاوية حليفا مهما للسيطرة على منطقة ورغة ولصد المقاومين الريفيين الذين ما فتئ الشيخ، بشأنهم، يردد قائلا «مائة نصراني في الدار ولا ريفي واحد في الدوار».
إذا كانت غالبية فروع الزاوية الدرقاوية قد اتخذت مواقف واضحة معارضة للتدخل الفرنسي في المغرب، ومثل شيوخها ومريدوهم وأتباعهم الجناح المناهض للغزو والاحتلال أحسن تمثيل، وكرسوا جهودهم لتعبئة القبائل المغربية وتوعيتها بضرورة الاتحاد والتكتل، فإن هذه الاستراتيجية الرافضة للاحتلال الفرنسي والمتبعة من قبل غالبية الدرقاويين على صعيد مختلف جهات المغرب عرفت حالات خاصة ومحدودة خرجت عن هذا المسار الجهادي، ونخص بالذكر الزاوية المركزية المتواجدة في بني زروال، حيث كان المخزن ومن بعده سلطات الحماية يتوفران على حليف مهم يتمثل في الشريف عبد الرحمان الدرقاوي الذي ساهم بشكل فعال في مختلف مراحل السيطرة العسكرية الفرنسية على منطقة ورغة، واعتمدت السلطات الفرنسية على نفوذه الديني والقبلي لصد كل المحاولات التي قام بها زعيم الحركة الريفية لبسط نفوذه على قبيلة بني زروال.
بني زروال لتغيير موازين القوى
أيدت الزاوية الدرقاوية الأم في منطقة بني زروال، ممثلة في الشيخ عبد الرحمان الدرقاوي وابنه محمد، بشكل مطلق سلطات الحماية الفرنسية، وساندت سياستها الاستعمارية في منطقة ورغة، من خلال تكريس نفوذها السياسي ومكانتها الدينية والروحية لإنجاح المخططات التوسعية الفرنسية في المنطقة، والمساهمة بفعالية في الحد من تأثير المقاومة الريفية والتصدي لتحركاتها. فما هي أبرز معالم هذه السياسة المهادنة المتبعة من قبل شيوخ الزاوية الدرقاوية الأم في منطقة بني زروال؟ وما هي العوامل المتحكمة في هذا الموقف الذي تبنته هذه الزعامات الدينية الدرقاوية؟
محمد الحادق
تتمة المقال تجدونها في العدد 22-23من مجانكم «زمان»