من غير اليسير فهم علاقة المغرب بأطراف النزاع خلال الحرب البادرة، دون ربطها بسياقات دولية ووطنية دقيقة للغاية. في هذا الحوار، يقدم الباحث المتخصص في التاريخ السياسي محمد العزري، إجابات وتحليلا للأحداث والمواقف التي عاشها المغرب وأثرت فيه خلال هذه الحرب.
في مستهل الأربعينات، قبيل نشوب الحرب الباردة، نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإنزال قواعدها العسكرية بالمغرب، واستمر وجودها عقدين وأكثر. هل شكل المغرب موقعا استراتيجيا للأمريكان حتى في حربهم الباردة؟
فجر الواقع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية ثنائية قطبية بقيادة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، خاصة مع ديكتاتورية ستالين. وازداد الوضع تفاقما بعدم قبول الولايات المتحدة، لعقود طويلة، الاعتراف بشرعية الاتحاد السوفياتي على المستوى الدولي، خاصة بعد امتداد نفوذه إلى أوربا الشرقية، فأصبحت من الغايات الأولى للسياسة الخارجية الأمريكية، هي الحد من التوسع السوفياتي من الناحية الأيديولوجية والاستراتيجية. وقد تُرجم الخوف المتبادل بين القطبين في جانب السباق نحو التسلح النووي، وممارسة سياسة الاحتواء من الجانبين لتوسيع قواعدهما العسكرية خارجيا، مما ولد شعورا يستخلص منه بأن نواة الدولة هي القوة. وهذا تصور نجح في استنباطه مكيافيلي الذي اعتبر أن الدولة قوة توسعية ديناميكية...
في نظرك، هل أسهمت الحرب الباردة في حصول المغرب على استقلاله، أو في تسريع الأحداث الدولية بخصوص ملف المغرب؟
مثلت الظاهرة الاستعمارية، الحصيلة المباشرة لإشكالية التجاوز التاريخي وتفاقم التنافس الإمبريالي على الأسواق في التاريخ المعاصر .وتشكل الحرب الباردة منعطفا تاريخيا متميزا طبع العلاقات الدولية خلال القرن العشرين بأزماتها وانفراجاتها، عبر السعي لحل الصراع بالتوفيق بين الرؤى والمصالح المتعارضة. وبهذا المعنى، كانت الحرب الباردة فاعلا أساسيا في ميلاد الحركات الاستقلالية الدولية...
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»