جذبه أبو الفنون، مبكرا، في حومته بمراكش، فاقتحم كواليسه ممثلا ومؤلفا، قبل أن يشتهر بكتابة كلمات غنائية أدت بعضها ”جيل جيلالة” .بورتري لرجل تغنت بكلماته أجيال، دون أن ينال ما يستحق من الاهتمام.
لم يستطع محمد شهرمان أن يقاوم غواية المسرح، حين انخرط في مقر شبيبة حزب الاستقلال بحومة سيدي بن سليمان الجزولي العتيقة، حيث رأى النور في عام .1948 بدأ الفتى النحيل، بالموازاة مع دارسته الابتدائية، في مساعدة مصممي الديكور، قبل أن يشارك بدور ثانوي في مسرحية «جمال بلادي»، التي أخرجها محمد الوفا، (نعم محمد الوفا، القيادي الاستقلالي والوزير الأسبق). وسرعان ما تمكن شيطان الإبداع من أن يسكن روح شهرمان، وأن يجعل منه حرفة، ليظل «طيلة حياته، الكاتب المسرحي والزجال ومبدع الحوارات الدرامية والحروفي (الخطاط)، وكاتب كلمات أغاني المجموعات التي أبهرت جيلا بكامله، وطبعت مسار الأغنية المغربية الجديدة لثلاثة عقود. وقد شكل العقدان السبعيني والثمانيني، مرحلة توهج الإبداع الدرامي والشعري (الجزل) في حياة شهرمان»، يقول عبد الواحد ابن ياسر، الباحث والناقد المسرحي، في حديث مع “زمان“.
حين تجاوز محمد شهرمان عقده الثاني بقليل، كان قد كتب مسرحيته الأولى “الضفادع الكحلة“ التي لقيت، بسرعة البرق، نجاحا كبيرا، وجذبت اهتمام النقاد لِما أصبح يعرف فيما بعد بـ“المسرح الشهرماني“، الذي «مثل تيارا جديدا في المسرح المغربي مصدره الزجل الغنائي المستوحي من المعايشة اليومية للتقاليد المراكشية، وللنفحات الصوفية، مما أعطى قاموسا لغويا مميزا، فيه يحضر الزجال والكاتب المسرحي لتكون اللغة فيه مأخوذة من الحياة الشعبية بعيدة عن الكلمة البراقة…
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 126 من مجلتكم «زمان»