توفي محمد منصور، يوم الأحد فاتح فبراير 2015، عن سن تقارب 93 سنة. كان الراحل من رواد المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي في الدار البيضاء، ومن العناصر الأولى الملتحقة بـ«المنظمة السرية». عن طريق حسن العرائشي التحق محمد منصور رفقة رفيق دربه سعيد بونعيلات بخلية كان يقودها محمد الزرقطوني، علما أن الراحل كان قد بدأ نشاطه السياسي في صفوف الكشفية الحسنية التابعة لحزب الاستقلال، استنادا إلى «موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب». شارك منصور في استقطاب مقاومين، وتنظيم خلايا سرية، وتخطيط وتنفيذ عمليات استهدفت مصالح فرنسية وعناصر في الإدارة الاستعمارية، لعل أشهرها تفجير القطار الرابط بين البيضاء والجزائر في 7 نونبر 1953، وقنبلة السوق المركزي بالبيضاء في 24 دجنبر من نفس السنة.
اعتقل منصور سنة 1954، وعذب وحكم عليه بالإعدام في قضية السوق المركزي، ثم بالمؤبد في قضية محاولة اغتيال ضابط في الشرطة الاستعمارية. حالفه الحظ، بعودة محمد الخامس في 16 نونبر 1955، فنجا من تنفيذ حكم الإعدام.
شارك منصور العديد من رفاق الأمس في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959، كما ناله نصيب من محن الاستقلال، فتعرض للتعذيب حين اعتقل سنة 1963.
كما شارك منصور في قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد تغيير اسمه سنة 1975 فانتخب عضوا في مكتبه السياسي، كما انتخب نائبا برلمانيا عن الحزب سنة 1977. اشتهر الراحل بكونه النائب البرلماني الوحيد الذي لم يتراجع عن تنفيذ قرار الحزب الانسحاب من البرلمان سنة 1981. وهي السنة التي شهدت أيضا متابعته في حالة سراح إلى جانب الحبيب الفرقاني، وباقي قادة الحزب الذين حكم عليهم بالسجن، على خلفية رفضهم قرار الحسن الثاني قبول الاستفتاء في الصحراء المغربية.
أي نتيجة
View All Result