كشف المؤرخ المغربي “عكاشة برحاب” عن مخطوطة جديدة ترجع إلى 3 من ماي سنة 1907، تؤكد بأن واد العرجة بإقليم فكيك ينتمي إلى التراب المغربي، بعدما أمرت السلطات الجزائرية المزارعين المغاربة بمغادرته. وحسب المؤرخ المغربي، فإن هذه الوثيقة هي عبارة عن رسالة وجهها عامل فكيك آنذاك إلى وزير الحربية محمد الجباص ووزير الخارجية عبد الكريم بن سليمان، مفادها أن الحاكم الفرنسي ببني ونِّيف (التي تم ضمها إلى الجزائر) قام بشق شبكة من الطرق والمسالك تخترق مجال واحة فكيك، من ضمنها طريق يخترق واد العرجة التابعة للواحة حسب تأكيد العامل.
أكد الباحث في حديثه مع موقع هسبريس، أن عامل فكيك عمل على إشعار المخزن المركزي بالخروقات التي تقوم بها السلطات الفرنسية، بصفته مندوبا للسلطان في حل مشاكل الحدود مع نظيره الفرنسي حاكم واحة بني ونيف. ومما ورد في هذه الوثيقة: “ويَوْمَهُ وَرَدُوا علينا أهل قصر العبيد، وخبّرُونا أن جوّارنا أهل بني ونّـيف جعلوا طريقا مبدؤها من بني ونّـيف مارّة على الموضع المسمى بثنية تكرمت موالي لنا قاصدة لفجيج، وذلك صحيح، وكذلك جعلوا طريقيْن من بني ونيف أيضا، كما أعلمنا بذلك سيادة الوزراء الأجلـّين السيد محمد الجباص والسيد عبد الكريم بن سليمان قبله، أحدهما مارّة على ثنية المجاهدين السفلية، وقد قطعوا بها واد العـَرجة، ومنه إلى ثنية بن اسعيد، والثانية مارّة على ثنية المجاهدين الفوقية مارّة على الموضع المسمى بثنية البيضة، ومنه إلى واد الدفيلية، واجميع هذه المواضع موالية لنا”.
يذكر أن الجباص أشرف بنفسه على رسم خط الحدود في عين المكان سنة 1902، بصفته رئيس اللجنة المغربية لحل مشاكل الحدود، أما عبد الكريم بن سليمان فقد أشرف على توقيع اتفاق باريس الخاص بإتمام رسم الحدود جنوب فكيك سنة 1901، وهذا يعني أنهما كانا على اطلاع بالمشاكل التي هددت مجال الواحة، حسب ما أورده برحاب.