أسهمت مدارس سوس التعليمية مبكرا في تكوين النشء المغربي وتلقينه أهم العلوم والفنون والآداب. وقد استمر إشعاع هذه المدارس السوسية قائما، قبل ظهور المرابطين إلى غاية زمننا الراهن.
لئن كانت المدارس العلمية العتيقة بدأت في عواصم المغرب منها الأولى كفاس ومراكش، فإن مدارس تعليمية أخرى شيدت بعيدا عن مركز الدولة وبمجهودات خاصة، فكان لها إشعاعها العلمي الواسع بين فئات المجتمع المغربي، وهي مدارس سوس. واكب الشأن التعليمي بمنطقة سوس التطورات والتحولات السياسية التي كانت تشهدها معظم ربوع المغرب. ويعزى انطلاق حركة المرابطين ونجاح دعوتهم إلى التعليم والتكوين الذي تلقاه منظّرهم عبد لله بن ياسين بإحدى مدارس سوس؛ إذ تعلم بين يدي الفقيه وَگاڭ بن زلو اللمطي، بمنطقة أكلو قرب تيزنيت. تجمع معظم الدراسات حول المدارس التعليمية المبكرة بسوس إلى أن أول مدرسة نشأت هناك هي مدرسة الفقيه اللمطي. ففي عز التطاحن المذهبي، زمن الإمارات السياسية بشمال إفريقيا، وبعدما فرغ من التعلم بين يدي فقهاء القيروان، عاد هذا الفقيه إلى المغرب وأسس بسوس رباطا كان بمثابة أول مؤسسة تعليمية تحتضن الطلبة وتلقنهم دروسا منتظمة.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 126 من مجلتكم «زمان»