تجرأ بعض المغاربة، غداة وصول الإسلام إلى البلاد، إلى الادعاء بأنهم “رسل من الله جاؤوا لإكمال رسالة محمد” ، وقد كان من أشهرهم بن طريف وحاميم وابن أبي الطواجين.
اختلفت التقديرات، التي دفعت هؤلاء إلى ادعاء النبوة، ففيما رمتهم النصوص التي كتبها مسلمون بالكذب والافتراء والزندقة والردة، أدرجهم المستشرقون الغربيون ضمن حركات التمرد ضد تعسف الولاة الحاكمين باسم الخلافة في الشرق. من هم هؤلاء؟ وكيف صاغوا «دينهم»؟ يعتبر صالح بن طريف الذي ظهر في مجال برغواطة (1058-744)، أول من ادعى النبوة في تاريخ المغرب. وتستند الروايات المرتبطة بادعاء بن طريف النبوة على مصدرين أساسين: أولهما “صورة الأرض“ لمحمد بن حوقل، وثانيهما “المسالك والممالك“ لأبي عبيد عبد لله البكري، وكلا المصدرين ولاسيما ثانيهما معاديان مذهبيا لتدين برغواطة. لذلك، لا يستبعد أن يكونا قد بالغا في تشويه صالح بن طريف. وحسب ما جاء في “المسالك“، فإن صالح استلهم ما جاء في القرآن والسنة، مع إدخال إضافات أخرى. مثلا، ضاعف من عدد الصلوات التي فرضها على أتباعه، إذ انتقلت من خمس صلوات في اليوم إلى عشر صلوات، مقسمة إلى خمس في النهار وخمس في الليل، «وبعض صلواتهم إيماء بلا سجود، وبعضها على كيفية صلاة المسلمين، وهم يسجدون ثلاث سجدات متصلة ويرفعون جباههم على الأرض مقدار نصف شبر، وإحرامهم أن يضع إحدى يديه على الأخرى ويقول: ابسمن ياكش تفسيره باسم لله، مقر ياكش تفسيره الكبير لله (…). ويقولون في تسليمهم بالبربرية : لله فوقنا لم يغب عنه شيء في الأرض ولا في السماء». ويصلون صلاة الجمعة يوم الخميس وقت الضحى.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 125 من مجلتكم «زمان»