ما هي أهم المشاريع الإصلاحية التي عرفتها المدرسة المغربية؟ وما هو المسار التاريخي لإصلاح المنظومة التربوية بالمغرب؟ وما هي أهم المحطات والمبادرات الرامية لإصلاح هذا الورش؟ وما هي أسباب الفشل وعدم بلوغ الأهداف المرسومة؟
عرف المغرب منذ تأسيس المدرسة الحديثة عددا من مشاريع الإصلاح والتقويم، بحكم استراتيجية الورش التعليمي وأهميته في بناء الأمم، لكن هذه المشاريع لم تؤت أكلها إلى اليوم، ولم تحقق المرجو منها من تحقيق نهضة تعليمية، بدليل المراتب المتأخرة للمملكة في سلم التصنيف الدولي للتعليم، ومؤشرات الازدهار العالمي التي تعتمد في تنقيطها بدرجة أولى على جودة التعليم، ومدى إسهامه في مسيرة التقدم والتطوير. كان واقع التعليم بالمغرب قبل الاستعمار منسجما مع حالة التخلف والانحدار التي عاشها العالم الإسلامي، إذ عجزت الأنظمة التربوية التقليدية المعتمدة على المدارس العتيقة والبعد الديني عن مواكبة ما عرفه العالم من تطور، وما عاشته الدول المتقدمة من نهضة معرفية وتجديد في المناهج والأساليب، وهو ما كان له أثر واضح في الهزائم الحضارية والعسكرية التي عرفها المغرب خلال هذه الفترة، والتي كان من نتائجها الخضوع للاحتلال ونظام الحماية الأجنبية. ومع دخول المستعمر، عرف المغرب لأول مرة نظام المدرسة الحديثة، وإن لم يكن الغرض منها تعليم المغاربة وتثقيفهم، بقدر ما كان الهدف هو خدمة مصالح المحتل وخدمة سياساته التوسعية، من أجل مزيد من بسط الهيمنة والتغلغل داخل المجتمع، وتأسيس نخبة يمكنها مساعدة المحتل على تحقيق أهدافه وتصوراته.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»