لا يعرف الكثير من المغاربة عن البكاي لهبيل سوى أنه أول رئيس حكومة بعد استقلال المغرب، أو ربما توقيعه على وثيقة الاستقلال مع فرنسا وإسبانيا، لكن لا يعرفون لماذا نال هذا الشرف وما هي حكايته. هذا الرجل القادم من المغرب الشرقي، حظي بإجماع السياسيين الفرنسيين والوطنيين المغاربة قلما حظي به آخرون من جيله .في هذا الحوار مع ابنته، الأستاذة الجامعية نعيمة لهبيل، تكشف للمجلة أسرار والدها وحكايته الفريدة منذ طفولته ونشأته ومشاركته في الحرب العالمية الثانية، بالإضافة لقصة وقوفه في وجه الباشا الگلاوي والتي زلزلت الإقامة العامة الفرنسية. كما تكشف ضيفة العدد عن كواليس وأدوار والدها في عودة السلطان وإنشاء مجلس العرش ثم محادثات إيكس ليبان واستقلال المغرب. ومن جهة أخرى، تحدثنا نعيمة لهبيل تاجموعتي، كخبيرة لدى اليونيسكو، عن أبحاثها حول الاستثمار في التراث المغربي.
في البداية، كيف تشعرين كونك ابنة سي البكاي الذي وقع وثيقة استقلال المغرب مع فرنسا وإسبانيا وأول رئيس حكومة مغربية ..كيف عشت حياتك مع هذا الإرث التاريخي والسياسي لوالدك؟
ستتعجب إن قلت لك إن أشخاصا من محيطي فوجئوا عندما علموا بصدور كتابي (من هو سي البكاي؟). فوجئوا بأنني ابنة سي البكاي؛ إذ كنت أكتفي أمامهم بذكر اسمي: نعيمة لهبيل. ومن المؤكد أنني فخورة جدا لكون والدي نال شرف التوقيع على استقلال المغرب، وقاد أول حكومة مغربية. والسبب في أنني لم أعتد ذكر قرابتي به، هو أن المرء عندما يكون ابن شخصية معروفة، فإن كل الأنظار تتجه إلى تلك الشخصية وليس إليك، فما بالك أن تكون امرأة، لهذا كنت بحاجة لأن أثبت نفسي أمام العالم بمعزل عن تاريخ والدي وإرثه الوطني والسياسي المشرّف.
الآن، هل تشعرين بنوع من التهميش تجاه تاريخ والدك وما قدمه للمغرب، على مستوى التعريف به والاحتفاء بإنجازاته لدى الجيل الحالي؟
بالتأكيد أشعر بذلك، وأستغرب عندما ألتقي بتلامذة المدارس لم يسبق لهم أن سمعوا حتى اسم امبارك البكاي. وحتى الجيل الذي يبلغ الآن الخمسين أو الستين من العمر، لا يعرفون سوى أنه أول رئيس حكومة في المغرب ولا يعرفون لماذا منح ذلك الشرف. للأسف هناك تقصير للتعريف به على عدة مستويات.
حاورها غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»