اضطلعت الزاوية الدلائية بأدوار مهمة في فترة مضطربة من تاريخ المغرب بين الدولتين السعدية والعلوية. فكيف كانت نهاية هاته الزاوية التي بدأت قوية؟
ظل تاريخ الدلائيين غامضا نوعا ما، حتى جاءت أطروحة المؤرخ محمد حجي، “الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي“، واستطاعت أن تنفض الغبار عن موضوع لطالما كان لغزا كبيرا. ستركز هاته الورقة على العوامل التي أدت إلى ضعف الدلائيين، وما تلا ذلك من أحداث عجلت بنهايتهم. كانت ثورة الخضر غيلان في الشمال هي الشرارة الأولى التي كسرت ظهر الزاوية الدلائية، فقد اعتصم الخضر، بعد وفاة رئيسه المجاهد العياشي، بجبال الريف، وظل يراقب الدلائيين ويتربص بهم، وتمكن من الاستيلاء على مدينة القصر الكبير، قبل أن يقفز شيئا فشيئا على المدن والقبائل التي كانت خاضعة لهم. بعدما فطن محمد الحاج الدلائي لهذا التمرد، عزم على مواجهة خصمه غيلان في معركة حاسمة. كتب المؤرخ محمد حجي عن هاته المواجهة قائلا: «لم يكد ينتهي شهر الصيام من عام 1660، حتى خرج محمد الحاج من مدينة الدلاء على رأس جيش جرار من البربر، قوامه 80.000 رجل. وتقدم يغذ السير إلى أن وصل مولاي بوسلهام في بلاد الغرب. وهناك على ضفة وادي بوحريرة، أحد روافد المرجة الزرقاء، وجد الخضر غيلان ينتظره، وقد اعصوصبت عليه قبائل الغرب من أنصار المجاهد العياشي القدماء».
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»