توفيت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي، عن عمر ناهز 90 عاما، بعد تدهور حالتها الصحية وفق ما صرحت به ابنتها منى حلمي. ولدت نوال في 27 من أكتوبر عام 1931 بمحافظة القليوبية، وتخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث تخصصت في الأمراض الصدرية والنفسية.
بدأت علاقتها بالكتابة مع مرحلة الشباب، لتصدر عشرات الكتب التي تُرجم بعضها للغات أجنبية، كما كانت ناشطة في مجال حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، واشتهرت بمحاربتها ل “ختان الإناث”، وتعرضت بعض كتبها للمنع، حيث تم انتقادها نظرا لجرأتها على تقاليد المجتمع والنصوص الدينية، وفي سنة 2004، منع مجمع البحوث الإسلامية، التابع لمؤسسة الأزهر، روايتها “سقوط الإمام”، على اعتبارها تتعارض مع ثوابت الاسلام.
أصدرت سنة 1972 كتاب “المرأة والجنس”، ويعتبر كتاب “قضايا المرأة والمجتمع” من أكثر الكتب المعبرة عن مسيرتها الفكرية، حيث يرى البعض أنها ساهمت في تحرير الفكر في المجتمع، وارتبطت بالكثير من القضايا النسوية، بينما يرى آخرون أن أفكارها وآراءها تفتقد للمنطق والحجة القوية، وأنها ليست قريبة من الناس ولا تؤثر فيهم.
رأت السعداوي أن الدين والمجتمع يتعمدان تجاهل وإقصاء دور المرأة وتأثيرها في التاريخ فقط لكونها “امرأة”، مشيرة إلى أن المرأة هي مكتشفة الحروف واللغة كما أنها اكتشفت علم الفلك، فكانت “إيزيس” هي إله المعرفة في الحضارة الفرعونية، مشيرة إلى أن استقلال المرأة وخروجها للعمل هو السبيل الوحيد لتحريرها من المجتمع الذكوري. تحدثت السعداوي أيضا عن دور السيدة خديجة في انتشار الإسلام وحماية النبي محمد من الكفار، بل حتى انها ذهبت إلى القول إنه لولا دور السيدة خديجة لما انتشر الإسلام.
اعتبرت أيضا أن الشرف “ينبع من العقل والفكر”، ولا علاقة له بعذرية المرأة كما هو متعارف عليه في المجتمع، كما رأت أن إجهاض الأجنة غير الشرعيين “حلال”، منطلقة من مبدأ حرية الجسد الذي يعتبر ملكا لصاحبه فقط، ولا سلطة للدين والمجتمع في هذا الأمر، فمن حق المرأة إجهاض الجنين، الذي يعد “ملكا لها”، فهي من تملك القرار على إبقائه أو إجهاضه، ولا علاقة لأي طرف آخر بذلك.
أي نتيجة
View All Result