إنه القائد والمفكر العضوي الذي حاول، بشتى الوسائل والطرق، خدمة ”الشعب “عن طريق السينما والتلفزيون والتدريس… وحتى كرة القدم .لترقد روحه في سلام.
نور الدين الصايل يحب أن يقدم نفسه كمُدَرِّس للفلسفة، أولا وقبل كل شيء. الأمر منطقي للغاية. رغم تعدد مهام الرجل، أعماله، إنجازاته وحتى “قُبَّعاته“، فالفلسفة والتدريس كانا مربط الفرس. الفلسفة أعطته المسافة والهامش والراحة لمجاورة الأشخاص والمراحل على اختلافهم وربما تناقضهم. والتدريس أعطاه منهجية ثمينة في علم الحوار والمحاورة، تمرير الخطاب، تكييف المناخ وتقريب الرُؤًى.
نشأ في مدينة طنجة “الدولية“، التي كانت تعج بالجنسيات والكيانات والمذاهب. ولحسن حظه تلقن وتأقلم منذ الصغر مع الحضارات الثلاث: المغربية طبعا، والإسبانية والفرنسية .تردد على المسيد والمدرسة الفرنسية لطنجة (ليسي رينيو، على اسم السفير الشهير الذي وقَّع على معاهدة الحماية و“حكم“ مدينة البوغاز إبان الحرب العالمية الأولى) وتمدرس على يد فقهاء ومثقفين أوربيين من الطراز الرفيع. هذا ما مكنه مبكرا من المعرفة الفقهية والتطلع إلى الفكر الوجودي (بريادة ألبير كامو وجون بول سارتر). ثقافة مزدوجة ساعده عليها أيضا معرفته بالشارع الطنجاوي البسيط أو ما يعرف بثقافة الدرب.
كريم البخاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»