يقام موسم مولاي بوعزة في مركز مولاي بوعزة، كل شهر مارس، ويشتهر بممارسات غريبة وعجيبة، تحمل مشاهديها إلى عالم الخيال والغرابة بعيدا عن العالم الواقعي الذي يعيشونه. فهل كانت هذه الممارسات والطقوس معروفة في حياة صاحب الضريح؟ أم أن الاحتفال مختلف تماما عن هذا الذي يشاهد حاليا؟
يقع مركز مولاي بوعزة؛ تاغيا قديما، في بلاد إيروجان (منطقة بوحسوسن حاليا) في الهضبة الوسطى، وهي جزء من إقليم خنيفرة التابع لجهة بني ملال – خنيفرة. وهي منطقة جبلية تغطيها الغابات مما يجعلها مراعٍ جيدة للرعاة، كانت في القديم مرتعا للحيوانات المفترسة خاصة الأسود التي سكنت أذهان أهلها، ورسمت معالم تصوف مؤسس القرية. تنسب هذه القرية للصوفي الزاهد أبي يعزى، الذي صار مولاي بوعزة حاليا، يلنور بن ميمون من هزميرة المصمودية أو من بني صبيح الهسكوريين من نواحي إمغران بإقليم ورزازات. وبالرغم من إجماع من ترجموا له على هذا النسب البربري/ الأمازيغي، فقد ألحق في بداية العصر العلوي (ق11هـ/ 17م) بالنسب الشريف، وصار ينعت بمولاي بوعزة، وبني عليه ضريح فخم. في موطنه الأصلي، نشأ وتربى واشتغل في بدايته برعي أغنام قريته مقابل طعامه اليومي. وبعد ذلك، انطلق في سياحة صوفية طويلة؛ دامت حوالي أربعين سنة، قادته إلى جبال درب بين تمليل ودمنات وسواحل دكالة حيث التقى عددا مهما من شيوخ التصوف في عصره أشهرهم أبو شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي السارية (ت. 561هـ) صاحب أزمور وأبو عبد لله أمغار صاحب طيط (مولاي عبد لله قرب الجديدة) وأبو موسى عيسى إيغور قرب أزمور. وقد خدم الأول منهم لفترة طويلة قبل أ يرحل إلى تاغيا بإيروجان بالهضبة الوسطى،ربما بأمر منه، حيث أسس رباطه/ زاويته واشتهر حتى وفاته عن سن متقدمة جدا عام 572هـ/ 1177م.
محمد حقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 125 من مجلتكم «زمان»
منطقة بوحسوسن توجد بالقرب من أكلموس نواحي خنيفرة ورغم وجودها في قلب الأطلس جغرافيا فتركيبتها السكانية مزيج من الشلوح وقوم من ذوي الأصول الرومانية او اللاتينية كذلك مثلهم كان موجوداإلى عهد قريب في مدينة أبي الجعد منطقة مزاب والشاويةويتكلمون جميعهم اللغة العربيةالدارجة ويسمونهم الشهب أو الأشقر الأبيض.