في الهند الصينية، خاضت فرنسا أسوأ حرب استعمارية .بين عامي 1946 و1945، واجهت قوات فيت مين المرعبة. باريس استنجدت بعناصر محاربة من عدد مستعمراتها. إلا أن المغاربة لم يتصرفوا كما كانت تتوقع فرنسا.
في بلدة صغيرة بالقرب من بلدة سيدي يحيى، توجد مزرعة لا مثيل لها .يسميها سكان المنطقة “فيرما الشينوا“، أي “المزرعة الصينية“. اختصار ساذج للإشارة إلى مجتمع صغير من النساء الفيتناميات، أقدمهن هي الثمانينية المسماة هوك. لكنها اشتهرت في المنطقة باسم “موي فاطمة“، التي تتقن الدارجة المحلية، وتدير قطعة أرضها مثل أي فلاح في المغرب. هنالك، على بعد أكثر من 10000 كيلومتر، في قرية دوان هونغ الصغيرة في شمال الفيتنام، يعيش محمد بن علي .بقبعته المخروطية الشكل، يمر الرجل دون أن يلاحظه أحد في وسط حقول الأرز، التي تمتد على مدرجات الجبل. في التقاليد الريفية الفيتنامية البحتة، يقوم محمد بتربية أسرته الصغيرة. فكيف جعلت ظروف غريبة القدر يتحكم في المسافات لخلق هذه العائلات الهجينة بعدما وجد المغاربة والفيتناميون أنفسهم مرتبطين بالدم؟
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت الذي بدأت فيه فرنسا المدمرة بإعادة البناء، اندلع صراع عنيف آخر دون أن يلاحظه أحد تقريبا. فبينما كان العالم ينعي قتلاه ويقاضي المجرمين النازيين، واجهت باريس حربها الأولى لإنهاء الاستعمار. دارت رحى هذه الحرب في شرق آسيا، في المنطقة التي يطلق عليها المستوطنون الهند الصينية .احتلتها الإمبراطورية الفرنسية بين عامي 1858 و1896، وتشمل الدول الحالية للفيتنام ولاوس وكمبوديا. بعد الحركات القومية الأولى خلال الثلاثينات، أصبحت المعارضة الأسيوية مشبعة تدريجيا بالإيديولوجيا الشيوعية التي انتصرت في الصين منذ عام 1949. وفي الوقت نفسه، ضعف الموقف العسكري الفرنسي في الهند الصينية بشكل كبير من قبل الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»