تميز عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله بانفتاح نسبي للمغرب، ربما كان سببا لكثرة الجواسيس، من بنيهم الطبيب الإنجليزي، وليام لامبرييـر، الذي جاء للمغرب، وتعرف على حريم السلطان من الداخل، إضافة إلى شخصيات سياسية بارزة وأسرار مخزنية..
عندما قام الإنجليز باحتلال صخرة جبل طارق، في سنة ،1704 كان ذلك مؤشرا على بداية صفحة جديدة في علاقات المغرب بجيرانه المسيحيين. فاستقرار دولة من شمال أوربا تدين بالبروتستانتية بالقرب من الشواطئ المغربية، سيسمح للمغرب بكسر طوق الحصار الكاثوليكي الذي فرضته عليه لقرون عديدة كل من إسبانيا والبرتغال، وسيصبح جبل طارق نافذة للمغرب على أوربا والعالم الغربي بصفة عامة. سمح وصول الإنجليز إلى جبل طارق للمغرب بتدارك العجز الذي راكمه في عدة مجالات، وخاصة في المجال العسكري. فإذا كان الإسبان منعوا عن المغرب التزود بالعتاد العسكري، وكل ما من شأنه أن يقوي قدرات الجيش المغربي، فإن الإنجليز، الذين لم يكن لديهم نزاع ترابي مع المغرب، ويقدمون المصلحة التجارية على غيرها، كانوا يقدمون لسلاطين المغرب ما يحتاجونه من مدافع وذخيرة وغيرها، كما كانوا يستقبلون في أحواضهم البحرية بجبل طارق السفن المغربية التي تحتاج إلى تصليح أو تسليح. ومع مرور الوقت، سيكتشف المغاربة أن تخلفهم التكنولوجي والعلمي لم يكن محصورا في المجال العسكري وحده، بل ظهر جليا لهم أن النصارى أصبحوا متفوقين في مجالات أخرى، ومن ضمنها المجال الطبي. إذ اعترف المغاربة، دون أن يجهروا بذلك، بالتقدم الأوربي، في وقت أصبحت فيه المعرفة الطبية لديهم أقرب إلى الشعوذة وكتابة التمائم. وهكذا أصبحت أنظارهم تتجه نحو جبل طارق كلما احتاجوا إلى مساعدة عسكرية أو طبية.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»