من الحوادث المثيرة المرتبطة بإلغاء الملك الحسن الثاني لشعيرة عيد الأضحى سنة 1981، أنه رغم تزكية المؤسسات الدينية الرسمية لقرارات الملك، والتي كان يصدرها بصفته أميرا للمؤمنين، إلا أن ذلك لم يمنع من تمرد بعض الفاعلين الدينين، ودعوتهم المصلين لعدم الامتثال للقرار، ومن أشهر الحوادث التي كانت بمساجد المملكة خطبة القاضي برهون، والذي كان خطيبا محسوبا على الحركة الإسلامية، ونشيطا ضمن ما عرف سنوات الثمانينات ب “الصحوة المساجدية”، فهاجم خلال خطبة الجمعة التي سبقت عيد 1981 قرار الملك الحسن الثاني، والتي كانت بحي الكدية بالحي المحمدي الشهير بمدينة الدار البيضاء، وخاطب فيها العاهل المغربي بعبارات حادة وألفاظ قوية، كقوله “اتق الله يا عبد الله”، وهو ما خلق حالة من الرعب والبلبلة داخل المسجد، مما أدى لفرار الكثير من المصلين خوفا من الاعتقال، فيما ظل الخطيب يطالبهم بالمكوث و “نصرة شرع الله”، ويحتج بأن “الشيوعيين” و “الملاحدة” لهم الحرية في المعارضة والتصريح بما يريدون، فلم لا يفعل ذلك “أهل الإسلام” حسب تعبيره. وقد دفعت حالة الرعب التي عمت المسجد لدرجة أن كثيرا من المصلين غادروا دون أحذيتهم، إلى أن ينهي القاضي برهون خطبته ويأمر بإقامة الصلاة، ثم يعود لحال سبيله دون أن يتم اعتقاله في الحين، لكن السلطات سرعان ما أقدمت بعد ذلك على اقتياده لمخفر الشرطة، وحسب روايته فقد تعرض لتعذيب شديد داخل المخفر، والذي آلمه حسب قوله هو عدم تعاطف جموع المصلين معه، والذين كانوا يأتون من كل فج عميق للاستماع إلى خطبه النارية، لكنهم سرعان ما تركوه لوحده، وهو ما جعله يعيد النظر في طريقة خطبه، والمواضيع التي يتناولها، بل وانخراطه بالمجلس العلمي المحلي، والتزامه بتعليمات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
أي نتيجة
View All Result