كانت أجدير، في الأصل، مخزنا صغيرا لحفظ المنتوجات الزراعية وقلعة حصينة للمراقبة والدفاع، قبل أن تكسب شهرتها من ثورة الخطابي ضد الإسبان.
تقع قرية أجدير في الريف بالمجال الترابي لقبيلة بني ورياغل، غير بعيد عن موضع مدينة المزمة، على هضبة صخرية تشرف على ساحل شاطئ الحسيمة، مواجهة لحجرة النكور، يجري في الجهة الشرقية منها واد غيس الذي يعتبر مصدرها الرئيس من مياه الشرب والسقي. حيث امتهن سكان أجدير، منذ فترات قديمة، الزراعة المعاشية، إضافة إلى صيد الأسماك، مما مكنهم من التعايش مع الظروف الصعبة التي كانت تعرفها المنطقة من حين لآخر.
استمدت قرية أجدير اسمها من الوظيفة التي كانت لها، والمتمثلة في اتخاذها مخازن أو “مطامير” لحفظ المحاصيل الزراعية والمواد التموينية لأهالي القبيلة، حيث شكل موقعها مكانا مناسبا لأداء هذه المهمة لجمعه بين الموقع الاستراتيجي الكفيل بحماية المخزون من السلب أو النهب، وبين تركيبته الجيولوجية المشكلة أساسا من تربة غير راشحة صالحة لحفظ المؤن من الفساد والتعفن.
الوظيفة تحدد الموقع
لقد فرضت على الإنسان الريفي وظيفة خزن فائض المحصولات الفلاحية بشكل موسمي للأيام الصعبة ضمانا لبقائه، مما اقتضى ظهور العديد من “الأجديرات”. فإلى جانب أجدير بني ورياغل، كان هناك “أجدير بُوفْياضَنْ”، و”أجدير تمسمان”، و”أجدير بني توزين”، و”أجدير بني يزناسن”، و”تاجديرت قلعية”. وقد أعدت هذه “الأجديرات” لتكون مخازن جماعية لها نظامها الخاص الذي تسهر القبيلة على احترامه.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 63 من مجلتكم «زمان»