اختار أحمد الدغرني مسارا غير ما اختاره أغلب أقرانه، الذين ولدوا في عهد الحماية. ففيما اختار عدد كبير من أمازيغ تزينت امتهان التجارة على خطى آبائهم، سلك ”دّا احماد أمغار”، كما يناديه رفاقه ومحبوه، طريقا آخر عبر فاس والرباط.
حينما سئل أحمد الدغرني ذات مرة لماذا لا يكتب سيرته الذاتية لينتفع بها الناس، خصوصا جيل الشباب الذي يحتاج إلى معرفة مساره الشخصي والدراسي والمهني والنضالي الحافل بمجموعة من المحطات، كانت إجابته كالآتي: «رغم أنني كتبت أزيد من عشرين كتابا ومئات المقالات، فإنه يصعب علي حقيقة أن أكتب سيرتي الذاتية .أولا، لأنها ثقيلة وتحملت فيها صعاب يستعصي علي أن أعيد كتابتها، لما سيشكله لي ذلك الأمر من معاناة نفسية. ثانيا، لدي تحفظ من كتابة السير الذاتية أو المذكرات، إما يكذبون في بعض الأحيان أو يخفون بعض الجوانب التي لا يريدون أن يعرفها الناس في حياتهم. وبالتالي فبالنسبة لي، إما أن أقول الحقيقة كاملة، أو من الأفضل أن أصمت».
أحمد الدغرني هو ابن الفقيه سيدي محمد ؤعلي، بن الفقيه سيدي علي ؤحمد، بن الفقيه سيدي أحمد ؤبراهيم، بن سيدي براهيم ؤمحمد دفين ضريحه بقرية “إكراران سيدي عبد الرحمان“ بالقرب من مدينة تزنيت، «وهؤلاء جميعهم أبناء وحفدة سيدي عبد الرحمان ؤبراهيم المعروف، الذي ينحدر من وجان حيث موطن جده سيدي عبد الرحمان ؤموسى – المشهور كذلك في سوس – من صلحاء “أغبالو ن وجان“، الذي قدم جده من مكان بالقرب من “تازروالت“، يدعى “عين الطلبة“. ويقال إن أصل هذه الأسرة من “قصر بوعامر“ في تافيلالت حيث دفن جدهم هناك»، يذكر الدغرني في حوار سابق.
سارة صبري (صحفية متدربة)
تتمة المقال تجدونها في العدد 121 من مجلتكم «زمان»