بدأ مجال أزرو من صخرة عظيمة توجد بالأطلس المتوسط الشمالي-الغربي، تحيط بها كهوف عمرها الناس قديما، غير أن شهرة المدينة بدأت في عهد الحماية الفرنسية، مع ”الكوليج “الشهير.
يحيل اسم أزرو على المكان في دلالته على الحجر أو الصخر في اللغة الأمازيغية، وهو من الألفاظ التي كان لها حظ وافر في الطوبونيميا المغربية، تبعا للتضاريس الجبلية التي تتخلل البلاد طولا وعرضا، وقد حاول الباحث “إميل لاووست“ ضبط هذا الاسم وتحقيق معناه، استنادا إلى ما حفظته الذاكرة تواترا وما حملته اللغة دلاليا، مشيرا إلى أن الكلمة تكون أحيانا في صيغة المؤنث أو تكون مركبة حسب النطق؛ كـ“تُوزْرُتْ“ و“دُوزْرُو“ التي تعني تحت الحجر أو أسفل الصخر. غير أنه عندما تستعمل مجردة، فإنها تدل على قرى أو مجمعات سكنية صغيرة تلتئم حول صخرة كبيرة أو تستظل بظلها، ومن بين أبرز الأماكن التي عُرفت بهذا الاسم؛ مدينة أزرو بالأطلس المتوسط وقرية أزرو ببلاد السوس بالجنوب المغربي.
أول ما يطالع المقبل على مدينة أزرو بالأطلس المتوسط الشمالي الغربي، هو تلك الصخرة الضخمة المنتصبة وسط ذلك المجمع السكني التي تُعرف عند الأهالي باسم “أُقْشْمِرْ“، الذي يعتبر من بين مرادفات لفظ أزرو، غير أن ما يثير الانتباه أن الدلالة اللغوية لهذه الكلمة التي تحيل على الصخرة العظيمة هي غير معروفة عند قبائل أيت مگيلد الذين يعتبرون من بين المجموعات البشرية التي استوطنت المنطقة، مما جعل بعض الباحثين يذهبون، في غياب دلائل واضحة عن أصول قبائل المنطقة، إلى أن هذه القبائل هي طارئة، وفدت على ذلك المجال في فترة غير مضبوطة، وأقامت به منذ زمن بعيد فهي إذن أجنبية عن تلك الأرض، وليس هذا مستغربا بالنظر إلى طبيعة الموقع وتوسطه لمسالك طرقية رئيسة تخترق مجالا قبليا متنوعا.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»