تتضارب الروايات حول اسم وتاريخ تأسيس أصيلا، لكن هناك إشارات تفيد أن المدينة بنيت قبل وصول المسلمين وتنازعتها دول أوربية ومغربية.
يطبع تاريخ تأسيس مدينة أصيلا واسمها الكثير من الغموض نتيجة اضطراب المعطيات المصدرية سواء الإغريقية أو اللاتينية أو العربية. وحتى الأبحاث الأركيولوجية لم تستطع، إلى حدود اليوم، الحسم في هذا الموضوع، وإن يرجع لها الفضل في التمييز، بشكل نهائي، بين أصيلا وزيليس الرومانية (البيزنطية)، فهذه الأخيرة «توجد بالمنطقة المعروفة اليوم بالدشر الجديد».
غموض في الاسم والتأريخ
سبق للجغرافي والفلكي المصري بطليموس التأكيد على أن زيليس لم تكن توجد على الساحل، وأشار ابن حوقل بدوره إلى أن زيليس، التي سماها بزلول، كانت تقع شرق أصيلا. علما أن اسم زيليس التصق بأصيلا خلال مراحل تاريخية لاحقة من تأسيس زيليس، «وكان أول من استعمله هم المؤرخون الإغريق واللاتين عند حديثهم عن موقع أصيلا الحالي».
ثمة إشارة غامضة عن حدوث مجاعة في شبه الجزيرة الإيبيرية سنة 36هـ/ 753م، خرج، على إثرها، بعض ساكنتها بحثا عن المواد الغذائية في اتجاه طنجة وأصيلا ومنطقة الريف. وأخرى من نفس الطينة وردت عند محمد الوراق، وهو جغرافي من القرن 4هـ/ 10م، تحدث فيها عن أصيلا قبل الهجوم النورمندي، حيث صنفها «من بين المدن القديمة الموجودة على الساحل الغربي، توجد في سهل كان مأهولا بالسكان منذ القدم. غمرها البحر ولكن تمت إعادة بنائها فيما بعد بنفس الحالة التي كانت عليها». أسهم في ذلك الكتاميون واللواتيون اللذين بنى كل منهما مسجدا.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»