بعد ستة قرون من الاختفاء، أعلن عن اكتشاف قبر إدريس الثاني بفاس بينما كانت الرواية المنتشرة إلى حدود القرن الرابع عشر تقول إنه دفن في وليلي. قبل هذا الاكتشاف بقرن، أعلن عن ظهور جسد أبيه إدريس الأول في كفنه، دون أن يتغير حاله، منذ دفنه قبل خمسة قرون.
«أما بعد، فإن كثيرا من المؤرخين المعتنين بتاريخ المغرب (…) ذكروا أن قطبها (أي فاس) العالم (…) السيد الشريف، الأمير الرئيس، سيدنا أبا العلاء، مولانا إدريس بن إدريس (…) لما قضى نحبه، قبر بإزاء دارهم الكبيرة الحرمة، المشتهرة بمسجد الشرفاء، ولم يعينوا موضع قبره إلى أن أراد الله تعالى إظهاره رحمة ولطفا خص به هذه الأمة. فاتفق أن اختبر أساس حائط القبلة من الجانب الأيسر، لما عسى أن يصلح أو يجبر، فعثر على القبر الكريم الأطهر، ووجد اللحد قد درس رسمه فلم يبق منه إلا القليل، والعظم المرحوم باقيا بحاله لم يكن للأرض عليه سبيل».
يحكي هذا النص قصة الاكتشاف العجيب لقبر المولى إدريس الثاني، في مسجد الشرفاء في مدينة فاس، سنة 1437م، أي بعد أكثر من 609 سنوات على وفاته. ورد النص في كتاب «الدر النفيس والنور الأنيس في مناقب الإمام إدريس بن إدريس»، لأحمد بن عبد الحي الحلبي الفاسي. يؤكد الأخير أنه نسخه «حرفا حرفا من غير زيادة ولا نقص» من النقش الذي وجده مكتوبا على الحائط المقابل لقبر إدريس الثاني. وردت القصة ذاتها في كناش صغير للعربي بن الطيب القادري، كتب على الأرجح قبل فترة قصيرة من «الدر النفيس». كما وردت في الجزء الثالث من كتاب «نشر المثاني» الشهير لمحمد بن الطيب بن عبد السلام القادري. ويجمع المؤلفون الثلاثة على أنهم نقلوا قصة الاكتشاف من النقش المذكور، داخل ضريح المولى إدريس الثاني بفاس.
خالد الغالي
تتمة المقال في العدد 21 من مجلتكم «زمان»