دفع الموقع المثالي لأكادير أحد النبلاء البرتغاليين إلى بناء بيت من خشب لحراسة مراكب الصيد، وبذلك شكل النواة الأولى لظهور المدينة.
”أگادير”، التي تأتي في صيغة الجمع “إِگُودَارْ“، كلمة أمازيغية تحيل في معناها على الحصن أو المخزن الجماعي، أو القرية أو المنزل المحصن أو القصبة. كما يدل هذا اللفظ، أيضا، على الجدار الصغير أو الضخم، دون تمييز من حيث مادة بنائه أو الوظيفة التي هيئ من أجلها. يُرجح البعض أن الفينيقيين وصلوا إلى سواحل أگادير، وفي غياب أبحاث أثرية في المنطقة فليس هناك ما يثبت بشكل يقيني هذا الأمر، غير أن أولى الإشارات التاريخية المكتوبة التي ألمحت إلى النواة الأولى لظهور عمران بالمكان، وممارسة بعض الأنشطة التجارية والمعاشية به، ترجع إلى سنة 1505م. ففي هذا التاريخ، أنشأ أحد النبلاء البرتغاليين، ويدعى“ “Joâo Lopes Sequeira “جواو لوبيز سيكويرا“، بيتا من خشب، خصص لحراسة مراكب الصيد، وهو الذي تحول فيما بعد إلى الموقع البرتغالي الذي عُرف بـ“Santa Cruz du Cap de Gué” أي “رأس إغير“، وإغير في الأمازيغية تحيل على المنكب أو الذراع أو الجرف شديد الانحدار، وهو ما ينطبق على النتوء الجبلي المتغلغل في البحر والذي يراقب خليج “أگادير ن – إيغير“.
لم يأمن النبيل البرتغالي على نفسه وممتلكاته، فقرر بيع ذلك المركز الصغير لملك البرتغال سنة 1513م، فعين “الدون فرانسيسكو داكاسطرو“ ممثلا له هناك. عمل هذا الأخير على تحصين المكان وتدعيم قواعده، ويظهر أنه تمكن من نسج علاقات جيدة مع السلطة الوطاسية في تلك الجهات .وقد شكلت أگادير موقعا استراتيجيا في التنافس المحموم بين الإمبراطوريات الكبرى في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، في سعيها الحثيث للسيطرة على الثروات القارية المجلوبة من إفريقيا جنوب الصحراء، والتحكم في التجارة الضخمة العابرة للمحيط الأطلسي.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 110 من مجلتكم «زمان»