انخرط المغرب، طيلة عشرين سنة، في محاولات لإصلاح التعليم، غير أنه دخل في دوامة فارغة ما يزال يجتر تبعاتها إلى الآن.
منذ أول خطاب للعرش بعد توليه الحكم، عبر الملك محمد السادس عن انشغاله الكبير بقضية التعليم «لما لها من أثر في تكوين الأجيال، وإعدادها لخوض غمار الحياة والمساهمة في بناء الوطن… والتطلع إلى القرن الحادي والعشرين بممكنات العصر العلمية، ومستجداته التقنية، وما تفتحه من آفاق عريضة للاندماج في العالمية». فحدد بذلك وظائف المدرسة في ثلاثية إعداد الأجيال أولا لمتطلبات الحياة، وثانيا لخدمة الوطن، وثالثا للاندماج الفاعل في المجتمع الكوني. كانت آنذاك اللجنة الملكية الخاصة للتربية والتكوين التي عينها والده الملك الحسن الثاني قد انتهت من إعداد مشروع ميثاق وطني للتربية والتكوين. أكد الملك في نفس الخطاب على أنه يعلق آمالا عليه «في التغلب على البطالة ومحو آثارها وفتح أبواب الشغل مشرعة أمام شبابنا الناهض، وحثهم على الاجتهاد والابتكار وأخذ المبادرة في غير توان أو تواكل». بذلك، تكتمل رؤية الملك لإصلاح التعليم بالتركيز على ربطه بسوق الشغل وإذكاء روح المبادرة لدى الشباب. وهي الرؤية التي بلغت تمامها عند إعلانه في خطاب افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان في أكتوبر 1999 عن تبنيه للميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي وجده «يعبر عما نبتغي من تعليم مندمج مع محيطه منفتح على العصر دون تنكر لمقدساتنا الدينية ومقوماتها الحضارية وهويتنا المغربية بشتى روافدها». فأصبح بذلك التعليم في التصور الملكي مؤهلا للتنمية ومدمجا في العصر ومحافظا على المقومات الحضارية المغربية.
عبد الناصر ناجي
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019