توفيت، مساء الاثنين 7 مارس 2016 بالرباط، الإعلامية مليكة ملاك عن عمر يناهز 61 سنة، بعد صراع مع مرض لم يمهلها طويلا.
وفضلا عن عملها كصحافية، كانت مليكة ملاك في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق المرأة.
وكانت ملاك قد اشتهرت بتنشيطها للبرنامج الحواري “وجه وحدث” في بداية نشأة القناة الثانية “دوزيم”، قبل أن يتغير اسمه ويصبح “في الواجهة”، وهو البرنامج الذي كان يحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة، وكانت فيه ملاك تتألق من خلال انتقائها للضيوف، وأيضا من خلال تمكنها الفائق من إدارة الحوار.
وتخرجت ملاك من جامعة “كيبيك” في العلوم السياسية، وكانت من الأوائل الذين التحقوا في بـ”دوزيم”، والذين استطاعوا فرض اسمهم منذ البدايات الأولى، بين إثارة الإعجاب لدى البعض وبين إثارة الغضب لدى البعض الآخر.
من الجهة الثانية، كان إدريس البصري، الوزير القوي آنذاك، الذي لم يستسغ حلقة استضافت فيها ملاك، في عام 1996، امحمد بوستة الأمين العام لحزب الاستقلال آنذاك.
فقد حضر في تلك الحلقة حسن نجمي، كصحافي يمثل جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، وتقدم بسؤال إلى بوستة قائلا: “كيف توقعون ميثاق شرف مع إدريس البصري وهو رمز كل تزوير انتخابي في البلاد؟”. لم يتردد البصري في إعطاء أوامره لتوقيف البرنامج نهائيا، بل إن وزير الدولة في الداخلية سيواجه ملاك، حين التقاها وجها لوجه في مؤتمر للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بالقول: “سأقاضيك.. لقد ذكرني نجمي بالاسم، وأهانني أمام زوجتي وأولادي وأمام المغاربة، ولم تتدخلي، ولم تردي عليه، وتركته يتحدث وأنت تبتسمين، ولم تقاطعيه…”.
لم يذهب البصري إلى القضاء في النهاية، واكتفى بفرض عطالة إجبارية على ملاك، غير أنه سيفاجأ بعد شهور من تعيين عبدالرحمان اليوسفي وزيرا أولا بعودة المرأة، التي لم يحب، إلى “دوزيم” ببرنامج شبيه باسم آخر هو “في الواجهة”.
ستعود ملاك إلى تألقها وإلى جذب جمهور أكبر إلى برنامجها، غير أن خلافات داخلية ومناورات المطبخ الداخلي في القناة ستجبرها على المغادرة برأس مرفوع.
ظلت مليكة، كما هي، قريبة من اهتمامات زملائها ومن نضالات أخواتها من بنات حواء. لم تطلب سلطة ولا مالا، وحين أصابها المرض لم تجد ما تسدد به فواتير الاستشفاء. وبقية القصة معروفة.
أي نتيجة
View All Result