غالبا ما تكون رسائل البابا إلى ملوك ورؤساء العالم الإسلامي بهدف دعوتهم إلى المسيحية، لكن نادرا ما وجه زعيم الكنيسة الكاثوليكية رسالة شكر إلى سلطان مسلم. هذا ما حدث بين البابا إينوسان الرابع والسلطان الموحدي أبي الحسن المعتضد باـلله السعيد سنة 1246م. فقد شكر البابا الخليفة الموحدي على حسن عنايته بالرعايا المسيحيين في بلاده.
تقول رسالة إينوسان الرابع المؤرخة 31 أكتوبر 1246 بمدينة ليون الفرنسية: «فرحنا بـلله كبير، ونحن نهنئكم بحرارة على ما وصلنا بخصوصكم من أخينا المبجل أسقف المغرب. إسوة بالأمراء الكاثوليك وعلى خطى أسلافكم الذين ضمنوا، عبر الامتيازات، حرية الكنيسة في المغرب وأغدقوا على هذه الكنيسة بالعطايا، قمتم أنتم بحمايتها ليس فقط ضد اعتداءات وعنف الأشرار وأعداء الدين المسيحي، ولكن بيد سمحة وحس ديني قمتم، بروح الكرم لديكم، بزيادة استقلالها وممتلكاتها. لقد دعمتم المسيحيين الذين دخلوا إلى أراضيكم على يد أسلافكم وأعنتموهم بالمساعدات التي منحتموها لهم. ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن في نيتكم تعزيز ازدهار الأماكن المقدسة والمسيحيين تحت حكمكم. إنه هدف في مستوى رغباتكم و جهودكم الحثيثة. واصلوا هكذا، ليتألق فيكم اسم أجدادكم، وليضعكم العالم في مصاف الملوك العظام بالفضيلة… لهذا، نرجو من جلالتكم ونحثكم بشدة، عبر هذه الرسائل، لتعيين عدد من المواقع المحصنة في إمبراطوريتكم، حيث يمكن للمسيحيين اللجوء إليها عند الحاجة، وأن تعينوا لهم بعض الموانئ يمكن أن يبحروا منها، إذا دعت الضرورة».
أي نتيجة
View All Result