ما هي الرواية الرسمية للإسلام عن الجنة ووصفها؟ وما هي الاختلافات التي سجلها التراث الإسلامي حول الموضوع؟ وما هي الإشكالات المتعلقة بهذه الرواية؟ وكيف وظفت الأدبيات الجهادية المعاصرة الوعد بالجنة للاستقطاب والتجنيد؟
كان الوعد بالجنة ونعيمها وملذاتها أكثر ما ركز عليه خطاب النبي محمد عليه السلام في دعوته أهل الجزيرة العربية لاتباع الدين الجديد. وهكذا، كان القرآن حافلا بالتبشير بالجنة والوعد بها، بل وذكر تفاصيل ما تحفل به من نعم، وما تشمله من ملذات الخمر والفواكه والنساء. وكانت السنة أكثر تفصيلا في تلبية الطموحات الحسية، حتى صار نيل الجنة أقصى ما يتمناه المؤمن. ومع أن الوعد بالجنة لعموم المؤمنين، إلا أن الإغراء كان أكثر قوة حين يتعلق الأمر بالجهاد والقتال مقابل أنهار من الخمر، وجنات من العنب، وقصور من الزبرجد، بها عشرات الحور الكواعب المقصورات في الخيام.
الجنة في القرآن
اعتنى القرآن الكريم بالوعد بالجنة في مواضع عديدة، كجزاء مستحق لكل مؤمن مطيع متبع لله ورسوله، وحرض على ذلك بألفاظ متعددة كالمسارعة والمسابقة، «سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين» آل عمران 133، «سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض» الحديد 21. كما أنه عدد أسمائها ترغيبا فيها وإغراء، فإضافة إلى الجنة، سميت في القرآن بـ”دار السلام” و”دار الخلد” و”الفردوس” و”دار المأوى” و”عدن” و”جنات النعيم” و”مقعد صدق” و”المقام الأمين”.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»