يرى إبراهيم محمود، في كتابه “جغرافية الملذات، الجنس في الجنة”، أن أهم الملذات قاطبة في الجنة، هي الملذات الجنسية، بل تكاد تكون كل الملذات الأخرى الذوقية، البصرية، الشمية، السمعية واللمسية في خدمة الملذات الجنسية بصورة كلية”. فيما يلي مقتطفات من كتابه.
تكون بين المؤمن ووضعه جنسيا في الجنة تلك، يكاد يكون المحور المركزي فيها، باستثناء حالات محدودة لا يظهر فيها النشاط الجنسي، بل حتى هذه الحالات تبرز في نهايتها ملحقة بالملذات الجنسية، حيث يكافئ المؤمن على إيمانه وصبره وعبوديته لله، وإخلاصه لله قولا وفعلا، حيث تتجمهر شهوات الرجل (الرجل الذكر) الذي يكون له الموقع الرئيس في الجنة، وهو المعني به قبل كل شيء، لتتمركز في إطار العلاقات مع أنثاه، وهي في اختلاف مركباتها المثيرة: سحابية طيبية، زعفرانية، شجرية، ثورانية، حورعينية، دنيوية أقل حضورا… الخ، والجمال الذي يميزها عن غيرها، وهو يستمتع بهن جميعا!
يرتبط الجنس في الجنة باستراتيجية غائية، إذ ما دام المؤمن قدَّم ولاء الطاعة الكاملة لربه، ولأن الملذات الجنسية تكاد تكون مؤثرة ومثيرة، لا يمنع أن يكافأ بها في النهاية!
وقراءة الآيات الدالة على ذلك، أعمق من أن تتحدد بمعنى واحد: تفسيرا، وتتوضح: تأويلا، بل لا يغدو التفسير نفسه، سوى اصطلاح متفق عليه معتقديا، وفقهيا لضرورات مذهبية وثقافية، والتأويل سوى موقف مما جرى ويجري تأويله. إن هذه القراءة في مجملها تشكل تعبيرا عن إشباع لحاجات نفسية وجسمية وعقلية، وتلبية لرغبات، هذه التي كانت تشغل الإنسان في حياته الدنيا، وتتحقق في الجنة، عندما ينجح في الاختبار الرباني بالإخلاص له في حياته الدنيوية.
إن تشكل صورة عن الملذات الجنسية في الجنة، يتم من خلال التعرف إلى ذلك الموقف التفسيري منها، وكيف أسهب في الحديث عنها، وأبرزها لتبيان أهميتها، إلى جانب استنطاق ما هو غافٍ وخافٍ، سواء وراء المعاني العميقة والكبرى رمزيا، للآيات القرآنية الدالة على ما نحن فيه، وهي المعاني التي تظل مهما برزت وتوضحت بشرية الطابع، متجاوبة مع الرغبة الإنسانية في محاولة الوصول إليها».
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»