يوضح مصطفى بوهندي، الأستاذ الباحث المتخصص في علم الأديان المقارن، أن فكرة البعث والحياة الخالدة في الجنة بعد الموت وجدت في ثقافات مختلفة، بدءا من الثقافات الإفريقية، التي يرى أنها أصل ما يعتبر ثقافات شرقية.
ماذا نعرف عن تاريخ فكرة الحياة بعد الموت في التراث الإنساني عموما؟
الحياة بعد الموت من أهم الأفكار التي عرفتها شعوب كثيرة، وسجلتها في الذاكرة و في الآثار المنقوشة أو الشفوية. إنها فكرة قديمة جدا، نعثر على أثرها منذ الفترة الفرعونية، على الأقل، باعتبارها أقدم حضارة مكتوبة قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. كل الآثار المادية لهذه الحضارة تدل على فكرة الحياة تحت الأرض، أي الحياة بعد الموت، في مقابل الأهرام التي تعبر عن الحياة الأولى التي يعيشها الإنسان فوق الأرض. ينبغي على الإنسان، إذن، أن يكون خيرا مستقيما في حياته، لكي يتمكن من النجاة بعد الموت، حيث تنتظره رحلة تحت الأرض، يسمونها “الحديس”، ويمكن أن نترجمها إلى الحضيض في العربية. لذلك يحنط الميت ويدفن معه كل ما يمكن أن يحتاجه في حياته الجديدة، وتؤخذ أجزاء من جسده لتوضع في صناديق خاصة ومعها أدوات معينة، على أساس أنه سوف يبعث من جديد ليعيش حياة خالدة، إن هو اجتاز بنجاح المحاكمة التي يخضع لها أثناء رحلته تحت الأرض. هذا مرتبط طبعا بمدى استقامته في حياته الأولى، وإلا يمكن، مثلا، أن يخرج تمساح ليأكل قلبه إذا كان شريرا قبل موته. يمكن أن نأخذ صورة عن حياة النعيم الخالدة هاته في “كتاب الموتى” لكاتب الإله “أوزيريس”، وفيه وصف مظاهر المتع والرخاء والطمأنينة الموعودة.
حاوره يونس مسعودي
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»