تصف رسالة الغفران، التي كتبها أبو العلاء المعري، الآخرة وما أوتي فيها أصحاب الجنة من نعيم، وما ابتلي به المغضوب عليهم من جحيم.
رسالة الغفران من النصوص الأدبية البديعة في الأدب العربي، كانت وما تزال محط جدل شديد، ومصدر الجدل أن صاحبها أبا العلاء المعري كان يُعتبر من رؤوس الزندقة إلى جانب ابن المقفع والراوندي وبشار بن برد، وثانيه، لأن موضوعها غير مسبوق وهو وصف الآخرة وما أوتي فيها أصحاب الجنة من نعيم، وما ابتلي به أصحاب الشقاوة من عذاب في النار، وثالثه لأن كثيرا من الباحثين ربطوا بينها وبين الكوميدية الإلهية لدانتي، واستدلوا بها للتدليل على أن دانتي قد يكون أخذ عنها.
الرسالة شاقة القراءة، عسيرة الفهم، مغرقة في الغريب من اللفظ، لأن المعري كدأبه في اللزوميات أراد أن يظهر بسطته اللغوية وسعة معرفته الأدبية، فاستعمل الشاذ من اللفظ والحوشي من الكلام، وغرق في السجال اللغوي والعروض، حتى كاد ذلك يُحجب متعة النص.
حسن أوريد
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»