تعبر الحدائق العجيبة ببوقنادل عن قصة مهندس فرنسي في البستنة عشق المغرب لـ”إنشاء مشهد لن تذبل فيه زهرة الأقحوان أبدا”.
تقع الحدائق العجيبة بسيدي بوقنادل، وهو مركز فلاحي به حاليا بعض الوحدات الصناعية، كما يضم عدة أوراش لقطع الأحجار المستعملة في البناء وتشذيبها، وهو على المحور الطرقي الوطني الذي يربط بين مدينتي الرباط والقنيطرة، حيث لا يفصله عن مدينة سلا سوى 12 كلم تقريبا. قبل أن يكون هذا المكان حدائق عجيبة، كان في الأصل فضاء ومشتلا لإنتاج النباتات التي كانت مطلوبة في الأسوق آنذاك خارج المغرب، وبذلك فهو مشروع مربح كان يديره رجل له حرفية كبيرة اكتسبها من خبرته بالنباتات من خلال دراسته لبيئاتها، ورحلاته بحثا عن أنواعها في أنحاء المعمور.
الفكرة الحلم وصاحبها
استمدت الحدائق الغناء بسيدي بوقنادل اسمها من التشكيلة النباتية النادرة التي تنتمي إلى مناطق مختلفة من العالم، حيث تجاوز عدد أنواعها 1500 نبتة متباينة من حيث الصنف والنوع واللون والشكل، كما اكتسبت غرابتها من أنواع الطيور الفريدة التي تزين أرجاءها، والأسماك والزواحف الطريفة التي تحفل بها أحواضها، فأضحى هذا الفضاء لوحة فنية طبيعية توشيها الأشجار والنباتات وأحواض الماء، وتتخللها معابر وجسور تيسر للزائر اكتشاف هذا العالم البهيج بكل ألوانه وأطيافه التي تَسُرُّ الناظرين.
يعود إنشاء هذه الحدائق العجيبة إلى مارسيل فرانسوا، وهو مهندس بستاني فرنسي، ولد بباريس في الخامس من فبراير سنة 1900، وتلقى تكوينه بالمدرسة الوطنية للبستنة بفرساي، تسنى له اكتشاف المغرب في مستهل العقد الثالث من عمره عندما حل به في إطار الخدمة العسكرية حيث أُلْحق بمصلحة الأرصاد الجوية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 83 من مجلتكم «زمان»