كيف ينظر الأوربيون، خاصة الإيطاليين والإسبان، للمغرب والمغاربة؟ وكيف تتحول علاقة الجزائري بـ”المراركة” بتحول الأهواء؟ وما هي نظرة الأفارقة لنا؟
المغاربة، المروك، مروكينو، المراركة، المراكشيون، الغرابة، الشليحات، الموريطانيون، أو المورو… هذه كلها أسماء يُنْعَتُ بها سكان المغرب الأقصى لكن وفي كل مرة بحمولة خاصة تتأرجح بين التنقيص أو الإدانة، بين الإعجاب أو الخوف أو الإقصاء. تحمل كل تسمية في ثناياها قصة كبيرة نسجت بخيوط الإعجاب أو الخوف لتصوير ساكنة أرض المغرب.
المغربي في مخيال الآخرين
عندما يتحدث الإيطالي عن المروكينو، فإنه غالبا ما يشير إلى الوحشية الآتية من الجنوب. وهذا ليس وليد اليوم، ففي العصر الروماني كان سكان روما يخشون بحر الرمال المتلاطم المعجون بالنار والعنف. وهذا ما تأسس عليه بسهولة المخيال الأوربي المعاصر سيما وأن سكان المغارب أنفسهم لا يتوانون بتصرفاتهم في تقديم الأدلة على ذلك. أما المروكي في المخيال الإسباني، فإنه معجون بالحقد الديني والحروب الطويلة الأمد بين الضفتين منذ أن فصل هرقل قارتي أوربا وإفريقيا.
تتلخص علاقة الجزائري بالمراركة (المغاربة) بالعداوة أو الخاوة (العداوة أو المحبة/الأخوة)، ويتعلق كل هذا بتحول الأهواء والأجواء وبجرعات الشعبوية التي تحقنها سلطات البلدين للشعوب. أما صحراء الجنوب بشقيها المغربي والموريتاني فإنها تنظر إلى سكان الشمال على أنهم برابرة (متوحشون، شلوح)، أو فقط على أنهم ساكنو الغرب (غَرَّابة) في مقابل الـﯕبلة أي الصحراء نفسها.
لكن فيما وراء الحدود المباشرة للمغرب، فإن المغاربة يعتبرون مُسْتَعْبِدين في مخيال الأفارقة. كم من مرة وجدنا أنفسنا محرجين خلال ندوات بالدول الغربية، ونحن نبرر أو ندحض هذه التهم. يشير إخوتنا الأفارقة في الغالب إلى تلك الحملة (الحركة) التي نظمها أحمد المنصور الذهبي السعدي ليعيد التوازن إلى طرق القوافل في السودان الكبير والذي بعد أن ملأ أكياس دوابه بالذهب (من هنا تسميته) والعاج، ودائما بالنسبة لمنتقدي المغرب، وضع الأغلال في أعناق آلاف الشباب السود مفتولي العضلات وساقهم إلى المغرب لتقوية جيشه. حدث مؤلم حقا لكن المغاربة ما زالوا يدرسونه للناشئة على أساس أنه فتح عظيم.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 83 من مجلتكم «زمان»