كان الملك الحسن الثاني مشدودا لنموذج تربوي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو النموذج الذي أرساه ليوطي غداة فرض الحماية.
لا ريب أن الحسن الثاني كان مُشبعا بخطاب الحركة الوطنية، وأنه نهل من أدبياتها يافعا، ولم ينأ عن خطابها إلا في حمأة الصراع على السلطة غداة الاستقلال.
نموذج تربوي فريد
كان الحسن الثاني نتاج نموذج تربوي فريد ذلك الذي تلقاه بالمدرسة المولوية، ولم يكن هذه النموذج إلا ذلك الذي أرساه ليوطي، مع باكورته الأولى في ثانوية مولاي يوسف، والذي يزاوج بين الأصالة والمعاصرة. كان ليوطي حريصا على أن تنال الناشئة المغربية تعليما عصريا، من دون أن تجافي أصولها ومقوماتها الثقافية. لم يكن يريد استنساخ نموذج الجزائر، ولذلك صرف المفتش هاردي الذي اشتغل في الجزائر وأراد تطبيق التجربة الجزائرية، ونقله إلى وجدة. حرص ليوطي على أن يجعل من النموذج المغربي الذي يزاوج بين الأصالة والمعاصرة باكورة عمله، وأفضى به للسلطان مولاي يوسف. رسم السلطان، حسب شهادة ليوطي، لحظة زمنية تعبر عن مخاوف، ثم سأل المقيم العام: «هل سيبقون مسلمين؟»، طمأنه الماريشال، وأطلق على أول تجربة تربوية تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، اسم مولاي يوسف بالرباط، وتوسعت إلى مولاي إدريس بفاس، وهي ذات التجربة التي استُنسخت في المدرسة المولوية.
كانت التجربة في المدرسة المولوية تزاوج بين تعليم فرنسي، يقوم به فرنسيون أو بعض المغاربة ممن يُدرّسون التعليم الفرنسي كما المهدي بن بركة الذي كان يُدرس بثانوية كورو (الحسن الثاني حاليا)، وفق برامج التعليم الفرنسي، وبذات الوقت تعليم مغربي، يشرف عليه مغاربة. وكان أغلب الأساتذة فيما يخض الشق المغربي يأتون من ثانوية مولاي يوسف، أو من القرويين كما محمد الفاسي، أو من الإدارة كما الحاج محمد باحنيي أو رشيد ملين.
تتمة الملف تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»