تطورت الدبلوماسية المغربية بشكل لافت خلال عهد الملك محمد السادس، واتجهت نحو مزيد من الوضوح والعقلانية، لكنها ليست سوى البداية، فتحدي الرقمية يعتبر معركة المستقبل والحاضر أيضا.
قبل التطرق إلى القضايا الراهنة، من المهم العودة عبر الزمن لفهم الحاضر. فالدبلوماسية المغربية أو الشريفة كان يشكلها دائما محددان: تاريخي وجغرافي. لا يمكننا التهرب من أي من هذين المحددين، وهذا ما يطبع السياسة الخارجية لأي بلد. يتعلق الأمر بمجموع التحركات المرئية وغير المرئية التي طبعت العلاقات الدولية للمغرب، والتي كانت كذلك محط اهتمام القوى الأجنبية.
البحر والدين
المغرب بلد قديم، بل ضارب في القدم وهو ما يعني أنه كانت لديه “دبلوماسية” منذ وقت طويل، أي سياسة ورؤية لتدبير مشاكله مع العالم الخارجي. صحيح كان هناك توقف بشكل جزئي أثناء الثورة الصناعية واختراع الآلة البخارية واستعمار الجزائر وظهور الأسلحة الحديثة، وآخر خلال مرحلة الحماية. لكن وحتى خلال مرحلة الحماية، أي حينما كان المغرب تحت الوصاية وفي حدود معينة وله هامش ضيق للمناورة، استمرت الآلة الدبلوماسية في العمل بطريقتها وإيقاعها بطبيعة الحال.
عبد الرحمان المكاوي
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019