تميزت علاقة السلطة السياسية بالفعل الجمعوي في المغرب، تاريخيا، بالصراع والمواجهة، صراع لا يكاد يخفت قليلا حتى تعود ملامحه للبروز على سطح الأحداث، وتجد هذه العلاقة المتوترة تفسيراتها في التاريخ. “زمان” تفتح ملف هذه العلاقة منذ الحماية وصولا إلى أولى سنوات الاستقلال مرورا بحقبة سنوات الرصاص.
عادت إلى واجهة النقاش العمومي، مؤخرا، جدلية العلاقة بين الفعل الجمعوي والسلطة، حيث فتح القرار القضائي الابتدائي بحل جمعية “جذور“، ذات النشاط الثقافي، السجال مجددا حول طبيعة العلاقة التي تجمع بين الدولة والجمعيات، إذ يظهر أن طابع الصراع والمواجهة ما يزال يحكمها رغم أنه جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وتغيرت السياقات السياسية والاجتماعية في البلاد .لكن يبدو أن ريبة الدولة وتوجسها من نشاط الجمعيات المستقلة ثابت لا يغيره الزمن ولا الأشخاص. كما أن سبل رد الفعل، التي تتراوح بين منع الأنشطة والحل والتضييق على الأعضاء ظلت نسبيا هي نفسها. العودة إلى التاريخ تكون مفيدة، دائما، لفهم الواقع الحالي، فعلاقة الصراع والمواجهة هاته ليست سوى امتدادا لسيرورة تاريخية بدأت منذ عهد الحماية واستمرت خلال مرحلة الدولة المستقلة وصولا إلى يومنا هذا. فكيف تشكلت الحركة الجمعوية المغربية؟ ولماذا طبع التوتر علاقتها بالدولة في معظم المراحل التاريخية؟
جمعيات الوطنيين في مواجهة الاستعمار
أفرزت التحولات العميقة التي عرفتها البنيات الاجتماعية المغربية في عهد الحماية، خصوصا في الحواضر، هياكل تنظيمية جديدة وحديثة تختلف جذريا على مستوى الشكل عن البنيات التي ألفها المغرب التقليدي. فقبل الحماية الفرنسية والإسبانية، كانت مؤسسات المجتمع في المغرب ذات شكل بدائي، وتتمثل في القبيلة والجماعة والزاوية والعائلة.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»
مقال متميز حول طبيعة العلاقة بين الفعل الجمعوي و السلطة السياسية بمجتمع مغرب القرن 20-21.
بوركت