يعتبر هوبير فيدرين (Hubert Védrine) شخصية محورية وأساسية عند الحديث عن الدبلوماسية الفرنسية المغربية. هذا الرجل كان مستشارا للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، وشهد كواليس العلاقات بين البلدين في فترة حكم الحسن الثاني. في هذا الحوار الحصري مع مجلة “زمان” (النسخة الفرنسية) يكشف فيدرين عن تجربته في المغرب وقصة والده ودوره في استقلال المغرب، وكذلك علاقاتهم مع أبرز السياسيين، على رأسهم بنبركة وبوعبيد واليوسفي.. وآخرين.
في هذا الحوار المطول، تحدث فيدرين، عن علاقة والده بالمملكة المغربية، التي يصفها بأنها “علاقة وثيقة وودية ولكن ليست سياسية”. إذ يوضح أنه بعد حصول المغرب على استقلاله، قرر والده عدم التدخل في السياسة الداخلية المغربية، لأنه “يعتبرذلك أمرا مسيئا”.
لكن بالمقابل، توطدت علاقاته الشخصية مع السياسيين البارزين في المغرب. يضيف فيدرين أنه لا ينسى ذكريات طفولته خلال العطل التي قضاها في المغرب مع عائلات من قبيل عائلة بوعبيد أو أحرضان، وكذلك عائلة بوستة والخطيب. كان لوالد فيدرين صداقة عائلية مع المغاربة، لكنها توقفت بعد اختطاف بنبركة سنة 1965، حيث لم يعد يتواصل مع أولئك السياسيين المغاربة.
استمرت “القطيعة”، كما يوضح فيدرين إلى غاية سنة 1983، وذلك بعدما قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، آنذاك، أن يرافقه والد فيدرين. بيد أن الأخير امتنع بحجة أن “السؤال حول مصير بنبركة ما يزال عالقا، ولأنه في نفس الوقت صديق مقرب لبوعبيد”. رغم ذلك، أصر الرئيس الفرنسي أن يرافقه إلى المغرب ولقاء الحسن الثاني.
يتحدث فيدرين في ذات الحوار، أن والده التقى الحسن الثاني وأن الملك كان يعرف سبب ابتعاده عن المغرب. ويضيف: “لكن لا يجب أن ننسى أن الملك استنتج، لاحقا، أنه كان علينا أن نلعب بورقة التقارب والتعايش (مع بوعبيد.. والتي نجحت مع اليوسفي)”. هذا الأخير، أي اليوسفي، يقول عنه فيدرين أنه تعرف عليه بشكل جيد عندما اصبح كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي ثم رئيسا لحكومة التناوب، ويصفه بـ “الرجل المخلص والصارم.. وأحيي ذكراه من هنا”، وفق تعبيره.
انظر الحوار كاملا في عدد يونيو 2020 (النسخة الفرنسية).