تمثل المجتمع المغربي مفهوم الحرية في توافق تام مع أعراف وتقاليد الوقت السائدة. وإلى اليوم ما تزال الاختلافات تقسم المغاربة، محافظين وحداثيين، عن المقصود بمعنى الحرية التي يريدون أو يُراد لها .ربما ستستمر الخلافات إلى أبعد مدى أو يتأجل حلها، أو على الأقل يستغرق التوصل إلى حل وسط زمنا آخر مهدورا، وبالتالي نظل دائما عند نقطة الصفر.
يتطرق هذا الملف الشهري الخاص بشهر يونيو 2023، الذي تقترحه عليكم مجلة “زمان”، إلى الحرية في البدايات الأولى لمجيئ الإسلام، حيث كانت الحرية والعبودية تشكلان الوجه والقفا لعلاقة السلطة مع الرعية أو المجتمع، أو تشكلان العصا والجزرة بالمفهوم الحديث. كما يتطرق الملف إلى مفهوم الحرية عند الدولة السلطانية التي ”لم يكن لها أي وعي بمعاني الحريات المدنية والسياسية والاجتماعية، وكان هاجسها الأكبر هو الحفاظ على كرسي الحكم ووحدة البلاد”، وحيث اعتبر السلطان، دائما، «هو أسّ السلطة المستندة إلى العصبية القبلية أو مبدأ الشرف العائلي وهو الفاعل الأساسي في النظيمة المخزنية». يستعرض الملف، كذلك، الحرية عند المفكرين والفقهاء، عربا ومغاربة، بين مناصرين لها كمحمد عبده ورفاعة الطهطاوي ومحمد الحجوي وعلال الفاسي، وبين معارض لها كخالد الناصري صاحب “الاستقصا”، الذي اعتبرها “وضعا من الزنادقة”، وإن كان الناصري، كما يرى موليم العروسي، «أكثر فهما لمبدأ الحرية من الفقهاء والتقليدانيين المغاربة اليوم». يتطرق الملف، أيضا، مفهوم الحرية في المغرب خلال عهد الحماية وزمن الاستقلال، وكيف حضرت الحريات العامة في دساتير المملكة من الملك الراحل الحسن الثاني إلى الملك الحالي محمد السادس. لكن في ظل هذا النقاش المستمر والمتجدد، ما يزال مفهوم الحرية، عند المغاربة، عصيا على الفهم، وقد يستمر معه سؤال شاعر فرنسي: «كم من الفظائع ارتكبت باسمك أيتها الحرية»، مطروحا.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 116 من مجلتكم «زمان»