لا يخلو مجتمع ولا ثقافة من نزوع إلى التسلية، وتختلف أساليبها باختلاف الطبقات، والجنسين، الذكور والإناث، والمواضيع، والطوائف والجهات.
قد تكون غاية التسلية الترويح عن النفس، وقد تكون للتعبير عن ظواهر اجتماعية، عن طريق الكناية، لا تخلو من حِكم وعبر، وقد يكون مدارها الجنس، في أشكال مواربة، أو سافرة حتى، في مجالس مغلقة، وقد يكون موضوعها السياسة، فتلتمس الفئات والشرائح أساليب ملتوية للتعبير عن مكنونها، إما بالكناية، أو الأمثال، أو الحديث على لسان الحيوانات. ولا يشذ المجتمع المغربي، بمختلف أطيافه وجهاته، في السعي للهزل عن طريق الطرائف والمزاح والنوادر والأغاني، قبل أن يكتشف أساليب جديدة، مستحدثة، منها النكتة، والمسرح، أو وسائل التواصل الجديدة، من صحافة وتلفاز، وأخيرا الشبكات الاجتماعية التي أفرزت أساليب جديدة.
من أساليب التسلية، القصص التي تتداولها الأمهات أو الجدات أو دادّات أو مدّاحات، أو حلايقية (منها قصة رطل ونص رطل، وحروب النسا)، تغلب عليها السوريالية كما في قصص ألف ليلة وليلة. ومنها الألغاز والأحاجي: «إلا شفتى النمل في الدرُج اعرف العسل فَلْمَصْرَيَّة» بمعنى «إذا كان فخذا الفتاة أشعرين فاعلم أنها شبقة». ومنها «زد الشحمة فَلْمَعْلوف»، ومنها مقولة تنسب للگلاوي «اللي دارها المخزن واتاتو، من غير الزلط ما كيواتيه». ويعتبر الغناء من وسائل التسلية، والتعبير عن ظواهر اجتماعية، أو ما يعتمل في المجتمع من حاجة، والتلميح فيما يحملها من معاني أي رسائل (العيطة، تازكايت (أي النداء)، المزاوﯕـة التي تعني التوسل…).
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 117 من مجلتكم «زمان»