-
كيف وصل عبد الإله بنكيران لصدارة المشهد السياسي المغربي؟ القصة معروفة، لكن جذورها ترجع لعقود خلت. لأول مرة يفتح بنكيران صفحات من ماضي الحركة الإسلامية المغربية. من السرية إلى العلنية، من تنظيم عبد الكريم مطيع إلى «الجماعة الإسلامية»، ومن الجماعة إلى حزب عبد الكريم الخطيب. ثم كيف نجا الحزب من الحل بعد 16 ماي… مسار طويل، طبعه بنكيران بمساهماته في التنظيم والمراجعات الفكرية والسياسية. حاوره
عادة ما يكون حضور عبد الإله بنكيران في الفضاء السياسي والإعلامي، مثيرا للانتباه. ليس فقط منذ تعيينه رئيسا للحكومة المغربية، أو انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، بل في جل الأحداث التي يكون التيار المنتمي إليه، طرفا فيها أو معنيا بها. أمر طبيعي بالنظر لموقعه وأدواره في نشأة هذا التيار وتطوره منذ بضعة عقود. في هذا الحوار المطول، تقترح «زمان» على قرائها، فتح صفحات من تاريخ الحركة الإسلامية المغربية، من خلال ذاكرة عبد الإله بنكيران. كيف خرجت من جبة الشبيبة الإسلامية؟ كيف تطورت فكريا، سياسيا، وتنظيميا؟ كيف خرجت من السرية إلى العلنية؟ ما هي الأهداف التي طمحت لتحقيقها؟ كيف كانت تتصور تغيير الدولة وتغيير المجتمع؟ وكيف تطورت تصوراتها في هذا المستوى؟
يكشف عبد الإله بنكيران، في هذا الصدد، تفاصيل تنشر لأول مرة، ويستحضر مخاضات المراجعات الفكرية والسياسية التي لعب دورا أساسيا فيها، وساهمت في إخراج تياره إلى المجال الحزبي، ما مهد للأدوار السياسية التي لعبها لاحقا.
كما يعود لبعض ذكرياته السابقة على هذه المرحلة، لماذا لم يستقر في اليسار الذي انتمى إليه في مرحلة معينة من خلال الشبيبة الاتحادية؟ ما مدى تأثير التربية الدينية في تكوينه السياسي؟ كيف التحق بالشبيبة الإسلامية؟ ثم كيف غادرها، رفقة أصدقائه الذين سيؤسس معهم «الجماعة الإسلامية»، ثم «الإصلاح والتجديد»، فـ«حركة التوحيد والإصلاح»، كما صارت تسمى منذ الوحدة مع جمعيات إسلامية أخرى؟
يتوقف هذا الحوار كذلك عند محطة الالتقاء بعبد الكريم الخطيب، ويعرض بعض التفاصيل، تكشف لأول مرة، حول المسار الذي أفضى إلى تأسيس حزب العدالة والتنمية، حول دوره في مرحلة التناوب التوافقي، وكيف نجا من الحل بعد أحداث 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء سنة 2003.
ثمة أيضا استرجاع لتطور علاقة هذا التيار بالسلطة. كيف سعى عبد الإله بنكيران لإقناعها منذ زمان بأن أصدقاءه لا يشكلون أي خطر على الأمن، وإقناع أصدقائه بقبول العمل في إطار القانون، ثم بقبول النظام الملكي، وإمارة المؤمنين، وثمن هذا المسار الصعب الذي جر عليه انتقادات أصدقائه في الحركة الإسلامية وخارجها.
هذه إذن إضاءة على جوانب من تاريخ الإسلاميين المغاربة، من خلال ذاكرة عبد الإله بنكيران، في سياق يتميز، منذ بضع سنوات بالحضور الوازن للإسلاميين في المغرب وفي محيطه، وانخراطهم في النقاش الفكري، أحيانا، والسياسي، أحيانا أخرى، حول قضية تدارك التأخر التاريخي، الذي يسم الفضاء الثقاقي الإسلامي، إزاء الفضاء الغربي.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
الحوار كاملا تجدونه في العدد 21 من مجلتكم «زمان» حاليا في الأكشاك