عبر التاريخ البشري كانت الأرض هي المحدد الأساسي لنمط عيش الشعوب .وبسبب حدودها أو تربتها، قامت صراعات وحروب، وأيضا حضارات ونهضات غيرت مجرى التاريخ. المغرب لم يسلم من هذه الحتمية، لكن ظل سؤال : «الأرض لمن؟» مرافقا لكل فترة عاشها، منذ دخول المسلمين إلى فترة الحماية.
مع تعاقب الحكم على شمال إفريقيا، تغيرت وضعية الأراضي وملكيتها وطريقة استغلالها. وبالرغم من أن النظام القبلي طبع نمط عيش المغاربة لعدة قرون، واختلفت فيه الأعراف بين القبائل، إلا أن الأرض ظلت مرتكزا أساسيا يحدد طبيعة العلاقات داخل القبيلة نفسها، وكذلك في صراعها مع جهاز الحكم. كما أن الأرض بالمغرب خضعت لعدة معايير لنقل ملكيتها أو استغلالها، عبر عاملين بارزين تحكما في تقلب ظروفها، وهما الدين والسلطة. الأول بحكم اعتناق المغاربة الإسلام منذ وصول العرب المسلمين إليه، والآخر بحكم نية صاحب أي سلطة توسيع مجال هيمنته.
الأرض في الغرب الإسلامي
في العصر البيزنطي، كانت الأراضي في شمال إفريقية خاضعة لحكم هاته الإمبراطورية، وتنقسم ما بين ضياع تعود مباشرة للإمبراطور، وأراضي الدولة في المدن والقرى، وهي من اختصاص الحكومة المحلية للمدينة. وعلى امتداد تاريخ هاته الإمبراطورية، كان للنبلاء إقطاعيات واسعة وامتيازات نتيجة نفوذهم وعلاقاتهم مع السلطة. لكن ومع حلول القرنين السادس والسابع للميلاد، تقلصت الأراضي وضيعات الإمبراطورية، نتيجة منحها لرجال الجيش والكنيسة وأصحاب النفوذ بشكل كبير. أما بالنسبة لأراضي الدولة فقد كانت تمنح للعسكريين في مناطق الحدود، بحيث يعتبر منحها كبديل لرواتبهم.
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»